خبت
كتاب الخاء
خبت
  الخَبْتُ: المطمئن من الأرض، وأَخْبَتَ الرّجل: قصد الخبت، أو نزله، نحو: أسهل وأنجد، ثمّ استعمل الإخبات استعمال اللَّين والتّواضع، قال اللَّه تعالى: {وأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ}[هود: ٢٣]، وقال تعالى: {وبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}[الحج: ٣٤]، أي: المتواضعين، نحو: {لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِه}[الأعراف: ٢٠٦]، وقوله تعالى: {فَتُخْبِتَ لَه قُلُوبُهُمْ}[الحج: ٥٤]، أي: تلين وتخشع، والإخبات هاهنا قريب من الهبوط في قوله تعالى: {وإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ الله}[البقرة: ٧٤](١).
خبث
  الخُبْثُ والخَبِيثُ: ما يكره رداءة وخساسة، محسوسا كان أو معقولا، وأصله الرّديء الدّخلة(٢) الجاري مجرى خَبَثِ الحديد، كما قال الشاعر:
  ١٣٣ - سبكناه ونحسبه لجينا ... فأبدى الكير عن خبث الحديد(٣)
  وذلك يتناول الباطل في الاعتقاد، والكذب في المقال، والقبيح في الفعال، قال ø: {ويُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ}[الأعراف: ١٥٧]، أي: ما لا يوافق النّفس من المحظورات، وقوله تعالى: {ونَجَّيْناه مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ}[الأنبياء: ٧٤]، فكناية عن إتيان الرّجال. وقال تعالى: {ما كانَ الله لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْه حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}[آل عمران: ١٧٩]، أي: الأعمال الخبيثة من الأعمال الصالحة، والنّفوس الخبيثة من النّفوس الزّكيّة. وقال تعالى: {ولا تَتَبَدَّلُوا
(١) وهذا الباب منقول بتمامه في البصائر ٢/ ٥٢١.
(٢) الدّخلة: البطانة الداخلة.
(٣) البيت في البصائر ٢/ ٥٢٢، والمستطرف ١/ ٣٨ دون نسبة، والتمثيل والمحاضرة ص ٢٨٨.