مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

خبت

صفحة 272 - الجزء 1

كتاب الخاء

خبت

  الخَبْتُ: المطمئن من الأرض، وأَخْبَتَ الرّجل: قصد الخبت، أو نزله، نحو: أسهل وأنجد، ثمّ استعمل الإخبات استعمال اللَّين والتّواضع، قال اللَّه تعالى: {وأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ}⁣[هود: ٢٣]، وقال تعالى: {وبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}⁣[الحج: ٣٤]، أي: المتواضعين، نحو: {لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِه}⁣[الأعراف: ٢٠٦]، وقوله تعالى: {فَتُخْبِتَ لَه قُلُوبُهُمْ}⁣[الحج: ٥٤]، أي: تلين وتخشع، والإخبات هاهنا قريب من الهبوط في قوله تعالى: {وإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ الله}⁣[البقرة: ٧٤](⁣١).

خبث

  الخُبْثُ والخَبِيثُ: ما يكره رداءة وخساسة، محسوسا كان أو معقولا، وأصله الرّديء الدّخلة⁣(⁣٢) الجاري مجرى خَبَثِ الحديد، كما قال الشاعر:

  ١٣٣ - سبكناه ونحسبه لجينا ... فأبدى الكير عن خبث الحديد⁣(⁣٣)

  وذلك يتناول الباطل في الاعتقاد، والكذب في المقال، والقبيح في الفعال، قال ø: {ويُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ}⁣[الأعراف: ١٥٧]، أي: ما لا يوافق النّفس من المحظورات، وقوله تعالى: {ونَجَّيْناه مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ}⁣[الأنبياء: ٧٤]، فكناية عن إتيان الرّجال. وقال تعالى: {ما كانَ الله لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْه حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}⁣[آل عمران: ١٧٩]، أي: الأعمال الخبيثة من الأعمال الصالحة، والنّفوس الخبيثة من النّفوس الزّكيّة. وقال تعالى: {ولا تَتَبَدَّلُوا


(١) وهذا الباب منقول بتمامه في البصائر ٢/ ٥٢١.

(٢) الدّخلة: البطانة الداخلة.

(٣) البيت في البصائر ٢/ ٥٢٢، والمستطرف ١/ ٣٨ دون نسبة، والتمثيل والمحاضرة ص ٢٨٨.