مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

خطو

صفحة 288 - الجزء 1

  لتولَّد ذلك الفعل منه، كمن يرمي صيدا فأصاب إنسانا، أو شرب مسكرا فجنى جناية في سكره، والسبب سببان: سبب محظور فعله، كشرب المسكر وما يتولَّد عنه من الخطأ غير متجاف عنه، وسبب غير محظور، كرمي الصّيد، قال تعالى: {ولَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِه ولكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}⁣[الأحزاب: ٥]، وقال تعالى: {ومَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً}⁣[النساء: ١١٢]، فالخطيئة هاهنا هي التي لا تكون عن قصد إلى فعله، قال تعالى: {ولا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالًا}⁣[نوح: ٢٤]، {مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ}⁣[نوح: ٢٥]، {إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا}⁣[الشعراء: ٥١]، {ولْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ}⁣[العنكبوت: ١٢]، وقال تعالى: {والَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ}⁣[الشعراء: ٨٢]، والجمع الخطيئات والخطايا، وقوله تعالى: {نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ}⁣[البقرة: ٥٨]، فهي المقصود إليها، والخاطِئُ⁣(⁣١) هو القاصد للذّنب، وعلى ذلك قوله: {ولا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لا يَأْكُلُه إِلَّا الْخاطِؤُنَ}⁣[الحاقة: ٣٦ - ٣٧]، وقد يسمّى الذّنب خَاطِئَةً في قوله تعالى: {والْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ}⁣[الحاقة: ٩]، أي:

  الذنب العظيم، وذلك نحو قولهم: شعر شاعر.

  فأما ما لم يكن مقصودا فقد ذكر # أنّه متجافى عنه، وقوله تعالى: {نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ}⁣[البقرة: ٥٨]، فالمعنى ما تقدّم.

خطو

  خَطَوْتُ أَخْطُو خَطْوَةً، أي: مرّة، والخُطْوَة ما بين القدمين⁣(⁣٢)، قال تعالى: {ولا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ}⁣[البقرة: ١٦٨]، أي: لا تتّبعوه، وذلك نحو قوله: {ولا تَتَّبِعِ الْهَوى}⁣[ص: ٢٦].

خف

  الخَفِيف: بإزاء الثّقيل، ويقال ذلك تارة باعتبار المضايفة بالوزن، وقياس شيئين أحدهما بالآخر، نحو: درهم خفيف، ودرهم ثقيل.

  والثاني: يقال باعتبار مضايفة الزّمان، نحو: فرس خفيف، وفرس ثقيل: إذا عدا أحدهما أكثر من الآخر في زمان واحد. الثالث: يقال خفيف فيما يستحليه الناس، وثقيل فيما يستوخمه، فيكون الخفيف مدحا، والثقيل ذمّا، ومنه قوله تعالى: {الآنَ خَفَّفَ الله عَنْكُمْ}⁣[الأنفال: ٦٦]، {فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ}⁣[البقرة: ٨٦]، وأرى أنّ


(١) قال الأموي: المخطئ من أراد الصواب فصار إلى غيره، والخاطئ من تعمد لما لا ينبغي. انظر: العباب (خطأ).

(٢) قال ابن المرحّل:

وخطوة بالفتح نقل القدمين ... وخطوة مضمومة ما بين تين

وجمع الأول خطاء، والخطى ... جمع الأخير، وبضمّ ضبطا