مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

خل

صفحة 290 - الجزء 1

  {وأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وما أَعْلَنْتُمْ}⁣[الممتحنة: ١]، {بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ}⁣[الأنعام: ٢٨]، والاسْتِخْفَاءُ: طلب الإخفاء، ومنه قوله تعالى: {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْه}⁣[هود: ٥]، والخَوَافي: جمع خافية، وهي: ما دون القوادم من الرّيش.

خل

  الخَلَل: فرجة بين الشّيئين، وجمعه خِلَال، كخلل الدّار، والسّحاب، والرّماد وغيرها، قال تعالى في صفة السّحاب: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِه}⁣[النور: ٤٣]، {فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ}⁣[الإسراء: ٥]، قال الشاعر:

  ١٤٣ - أرى خلل الرّماد وميض جمر⁣(⁣١)

  {ولأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ}⁣[التوبة: ٤٧]، أي:

  سعوا وسطكم بالنّميمة والفساد. والخِلَال: لما تخلَّل به الأسنان وغيرها، يقال: خَلَّ سِنَّه، وخلّ ثوبه بالخلال يَخُلُّه، ولسان الفصيل بالخلال ليمنعه من الرضاع، والرّميّة بالسّهم، وفي الحديث. «خَلِّلُوا أصابعكم»⁣(⁣٢). والخَلَل في الأمر كالوهن فيه، تشبيها بالفرجة الواقعة بين الشّيئين، وخَلَّ لحمه يَخِلُّ خَلاًّ وخِلَالًا⁣(⁣٣): صار فيه خلل، وذلك بالهزال، قال:

  ١٤٤ - إنّ جسمي بعد خالي لخلّ⁣(⁣٤)

  والخَلّ⁣(⁣٥): الطَّريق في الرّمل، لتخلَّل الوعورة، أي: الصعوبة إيّاه، أو لكون الطَّريق متخلَّلا وسطه، والخَلَّة: أيضا الخمر الحامضة، لتخلَّل الحموضة إيّاها. والخِلَّة: ما يغطَّى به جفن السّيف لكونه في خلالها، والخَلَّة:

  الاختلال العارض للنّفس، إمّا لشهوتها لشيء، أو لحاجتها إليه، ولهذا فسّر الخلَّة بالحاجة


(١) هذا شطر بيت، وعجزه:

فيوشك أن يكون له ضرام

وهو لنصر بن سيار، في فصل المقال ص ٢٣٣، وتاريخ الطبري ٦/ ٣٦، والأغاني ٦/ ١٢٤، والجليس الصالح ٢/ ٢٨٣، وعيون الأخبار ٢/ ١٢٨، والحماسة البصرية ١/ ١٠٧.

(٢) الحديث عن عائشة قالت: كان رسول اللَّه يتوضأ ويخلَّل بين أصابعه، ويدلك عقبيه، ويقول: «خلَّلوا بين أصابعكم، لا يخلل اللَّه تعالى بينها بالنار، ويل للأعقاب من النار» أخرجه الدارقطني ١/ ٩٥ وفي سنده عمر بن قيس متروك. وانظر: الفتح الكبير ٢/ ٩٠.

وأخرج النسائي ١/ ٧٩ عن لقيط قال: قال رسول اللَّه : «إذا توضأت فأسبغ الوضوء. وخلَّل بين الأصابع».

(٣) انظر: اللسان (خلل) ١١/ ٢١٩.

(٤) هذا عجز بيت، وشطره:

فاسقنيها يا سواد بن عمرو

والبيت للشنفرى، وهو في الصحاح (خلّ)، واللسان (خلل)، والمجمل ٢/ ٢٧٦، وأمالي القالي ٢/ ٢٧٧، وقيل: لتأبط شرا وهو في العشرات ص ٩٥.

(٥) انظر: اللسان ١١/ ٢١٤، والمجمل ٢/ ٢٧٦.