مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

دس

صفحة 314 - الجزء 1

  حيلة يدفع بها الحدّ، قال تعالى: {قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ}⁣[آل عمران: ١٦٨]، وقوله: {فَادَّارَأْتُمْ فِيها}⁣[البقرة: ٧٢]، هو تفاعلتم، أصله: تَدَارَأْتُم، فأريد منه الإدغام تخفيفا، وأبدل من التاء دال فسكَّن للإدغام، فاجتلب لها ألف الوصل فحصل على افّاعلتم.

  قال بعض الأدباء: ادّارأتم افتعلتم، وغلط من أوجه:

  أولا: أنّ ادّارأتم على ثمانية أحرف، وافتعلتم على سبعة أحرف.

  والثاني: أنّ الذي يلي ألف الوصل تاء، فجعلها دالا.

  والثالث: أنّ الذي يلي الثاني دال، فجعلها تاء.

  والرابع: أنّ الفعل الصحيح العين لا يكون ما بعد تاء الافتعال منه إلَّا متحرّكا، وقد جعله هاهنا ساكنا.

  الخامس: أنّ هاهنا قد دخل بين التاء والدّال زائد. وفي افتعلت لا يدخل ذلك.

  السادس: أنه أنزل الألف منزل العين، وليست بعين.

  السابع: أنّ افتعل قبله حرفان، وبعده حرفان، وادّارأتم بعده ثلاثة أحرف.

دس

  الدَّسُّ: إدخال الشيء في الشيء بضرب من الإكراه. يقال: دَسَسْتُه فَدَسَّ وقد دُسَّ البعير بالهناء⁣(⁣١)، وقيل: ليس الهناء بالدّسّ⁣(⁣٢)، قال اللَّه تعالى: {أَمْ يَدُسُّه فِي التُّرابِ}⁣[النحل: ٥٩].

دسر

  قال تعالى: {وحَمَلْناه عَلى ذاتِ أَلْواحٍ ودُسُرٍ}⁣[القمر: ١٣]، أي: مسامير، الواحد دِسَار، وأصل الدَّسْرِ: الدّفع الشّديد بقهر، يقال:

  دَسَرَه بالرّمح، ورجل مِدْسَر، كقولك: مطعن، وروي: «ليس في العنبر زكاة، إنّما هو شيء دسره البحر»⁣(⁣٣).

دسى

  قال تعالى: {وقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها}⁣[الشمس: ١٠]، أي: دسّسها في المعاصي، فأبدل من إحدى السّينات ياء، نحو: تظنّيت، وأصله تظنّنت.

دع

  الدَّعُّ: الدفع الشديد وأصله أن يقال للعاثر:

  دع دع، كما يقال له: لعا، قال تعالى:


(١) الهناء: ضرب من القطران. انظر: اللسان (هنيء).

(٢) انظر: المجمل ٢/ ٣١٧، والأمثال ص ٢٣٠.

(٣) يروى عن ابن عباس قال: (ليس العنبر بركاز، هو شيء دسره البحر) أخرجه البخاري والبيهقي وابن أبي شيبة. وانظر: فتح الباري ٣/ ٣٦٣، وشرح الموطأ للزرقاني ٢/ ١٠٢.