ربع
  فالمرابطة ضربان: مرابطة في ثغور المسلمين، وهي كمرابطة النّفس البدن، فإنها كمن أقيم في ثغر وفوّض إليه مراعاته، فيحتاج أن يراعيه غير مخلّ به، وذلك كالمجاهدة وقد قال #: «من الرِّبَاطِ انتظار الصّلاة بعد الصّلاة»(١)، وفلان رَابِطُ الجأش: إذا قوي قلبه، وقوله تعالى: {ورَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ}[الكهف: ١٤]، وقوله: {لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها}[القصص: ١٠]، {ولِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ}[الأنفال: ١١]، فذلك إشارة إلى نحو قوله: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ}[الفتح: ٤]، {وأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْه}[المجادلة: ٢٢]، فإنّه لم تكن أفئدتهم كما قال: {وأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ}[إبراهيم: ٤٣]، وبنحو هذا النّظر قيل: فلان رابط الجأش.
ربع
  أربعة، وأربعون، وربع، ورباع كلَّها من أصل واحد، قال اللَّه تعالى: {ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ}[الكهف: ٢٢]، و {أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ}[المائدة: ٢٦]، وقال: {أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}[البقرة: ٥١]، وقال: {ولَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ}[النساء: ١٢]، وقال: {مَثْنى وثُلاثَ ورُباعَ}[النساء: ٣]، ورَبَعْتُ القومَ أَرْبَعُهُمْ: كنت لهم رابعا، وأخذت ربع أموالهم، ورَبَعْتُ الحبلَ: جعلته على أربع قوى، والرِّبْعُ من أظماء الإبل، والحمّى(٢)، وأَرْبَعَ إِبِلَه: أوردها رِبْعاً، ورجل مربوع، ومُرْبَع:
  أخذته حمّى الرّبع. والأربعاء في الأيّام رابع الأيّام من الأحد، والرّبيع: رابع الفصول الأربعة. ومنه قولهم: رَبَعَ فلان وارْتَبَعَ: أقام في الربيع، ثم يتجوّز به في كلّ إقامة، وكلّ وقت، حتى سمّي كلّ منزل ربعا، وإن كان ذلك في الأصل مختصّا بالرّبيع. والرُّبَعُ، والرُّبَعِيّ: ما نتج في الرّبيع، ولمّا كان الرّبيع أولى وقت الولادة وأحمده استعير لكلّ ولد يولد في الشّباب فقيل:
  ١٧٨ - أفلح من كان له رَبَعِيُّون(٣)
(١) الحديث عن أبي هريرة أن رسول اللَّه قال: «ألا أدلكم على ما يمحو اللَّه به الخطايا، ويرفع به الدرجات»؟ قالوا:
بلى يا رسول اللَّه، قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط». أخرجه مالك ١/ ٣٢٦، ومسلم، والنسائي ١/ ٩٠، وانظر:
الترغيب والترهيب ١/ ٩٧.
(٢) الرّبع في الحمّى: إتيانها في اليوم الرابع.
(٣) هذا عجز بيت، وشطره:
إنّ بنيّ صبية صيفيّون
وهو لسعد بن مالك بن ضبيعة، وقيل: لأكثم بن صيفي، وهو الأشهر.
والرجز في اللسان (ربع)، والمجمل ٢/ ٤١٥، والنوادر ص ٨٧، والحيوان ١/ ١٠٩.