مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ربع

صفحة 339 - الجزء 1

  فالمرابطة ضربان: مرابطة في ثغور المسلمين، وهي كمرابطة النّفس البدن، فإنها كمن أقيم في ثغر وفوّض إليه مراعاته، فيحتاج أن يراعيه غير مخلّ به، وذلك كالمجاهدة وقد قال #: «من الرِّبَاطِ انتظار الصّلاة بعد الصّلاة»⁣(⁣١)، وفلان رَابِطُ الجأش: إذا قوي قلبه، وقوله تعالى: {ورَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ}⁣[الكهف: ١٤]، وقوله: {لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها}⁣[القصص: ١٠]، {ولِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ}⁣[الأنفال: ١١]، فذلك إشارة إلى نحو قوله: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ}⁣[الفتح: ٤]، {وأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْه}⁣[المجادلة: ٢٢]، فإنّه لم تكن أفئدتهم كما قال: {وأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ}⁣[إبراهيم: ٤٣]، وبنحو هذا النّظر قيل: فلان رابط الجأش.

ربع

  أربعة، وأربعون، وربع، ورباع كلَّها من أصل واحد، قال اللَّه تعالى: {ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ}⁣[الكهف: ٢٢]، و {أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ}⁣[المائدة: ٢٦]، وقال: {أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}⁣[البقرة: ٥١]، وقال: {ولَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ}⁣[النساء: ١٢]، وقال: {مَثْنى وثُلاثَ ورُباعَ}⁣[النساء: ٣]، ورَبَعْتُ القومَ أَرْبَعُهُمْ: كنت لهم رابعا، وأخذت ربع أموالهم، ورَبَعْتُ الحبلَ: جعلته على أربع قوى، والرِّبْعُ من أظماء الإبل، والحمّى⁣(⁣٢)، وأَرْبَعَ إِبِلَه: أوردها رِبْعاً، ورجل مربوع، ومُرْبَع:

  أخذته حمّى الرّبع. والأربعاء في الأيّام رابع الأيّام من الأحد، والرّبيع: رابع الفصول الأربعة. ومنه قولهم: رَبَعَ فلان وارْتَبَعَ: أقام في الربيع، ثم يتجوّز به في كلّ إقامة، وكلّ وقت، حتى سمّي كلّ منزل ربعا، وإن كان ذلك في الأصل مختصّا بالرّبيع. والرُّبَعُ، والرُّبَعِيّ: ما نتج في الرّبيع، ولمّا كان الرّبيع أولى وقت الولادة وأحمده استعير لكلّ ولد يولد في الشّباب فقيل:

  ١٧٨ - أفلح من كان له رَبَعِيُّون⁣(⁣٣)


(١) الحديث عن أبي هريرة أن رسول اللَّه قال: «ألا أدلكم على ما يمحو اللَّه به الخطايا، ويرفع به الدرجات»؟ قالوا:

بلى يا رسول اللَّه، قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط». أخرجه مالك ١/ ٣٢٦، ومسلم، والنسائي ١/ ٩٠، وانظر:

الترغيب والترهيب ١/ ٩٧.

(٢) الرّبع في الحمّى: إتيانها في اليوم الرابع.

(٣) هذا عجز بيت، وشطره:

إنّ بنيّ صبية صيفيّون

وهو لسعد بن مالك بن ضبيعة، وقيل: لأكثم بن صيفي، وهو الأشهر.

والرجز في اللسان (ربع)، والمجمل ٢/ ٤١٥، والنوادر ص ٨٧، والحيوان ١/ ١٠٩.