مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

رجس

صفحة 343 - الجزء 1

  {وإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا}⁣[النور: ٢٨]، ويقال: رَجَعْتُ عن كذا رَجْعاً، ورَجَعْتُ الجواب⁣(⁣١) نحو قوله: {فَإِنْ رَجَعَكَ الله إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ}⁣[التوبة: ٨٣]، وقوله: {إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ}⁣[المائدة: ٤٨]، وقوله: {إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى}⁣[العلق: ٨]، وقوله تعالى: {ثُمَّ إِلَيْه مَرْجِعُكُمْ}⁣[الأنعام: ١٦٤]، يصحّ أن يكون من الرُّجُوعِ، كقوله: {ثُمَّ إِلَيْه تُرْجَعُونَ}⁣(⁣٢)، ويصحّ أن يكون من الرّجع، كقوله: {ثُمَّ إِلَيْه تُرْجَعُونَ}⁣(⁣٣)، وقد قرئ: {واتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيه إِلَى الله}⁣(⁣٤) بفتح التّاء وضمّها، وقوله: {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}⁣[الأعراف: ١٦٨]، أي: يرجعون عن الذّنب، وقوله: {وحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ}⁣[الأنبياء: ٩٥]، أي: حرّمنا عليهم أن يتوبوا ويرجعوا عن الذّنب، تنبيها أنه لا توبة بعد الموت كما قال: {قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً}⁣[الحديد: ١٣]، وقوله: {بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}⁣[النمل: ٣٥]، فمن الرّجوع، أو من رجع الجواب، كقوله: {يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ}⁣[سبأ: ٣١]، وقوله: {ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ}⁣[النمل: ٢٨]، فمن رجع الجواب لا غير، وكذا قوله: {فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}⁣[النمل: ٣٥]، وقوله: {والسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ}⁣[الطارق: ١١]، أي: المطر⁣(⁣٥)، وسمّي رجعا لردّ الهواء ما تناوله من الماء، وسمي الغدير رَجْعاً إمّا لتسميته بالمطر الذي فيه، وإمّا لِتَرَاجُعِ أمواجه وتردّده في مكانه. ويقال: ليس لكلامه مَرْجُوعٌ، أي: جواب. ودابة لها مرجوع:

  يمكن بيعها بعد الاستعمال، وناقة رَاجِعٌ: تردّ ماء الفحل فلا تقبله، وأَرْجَعَ يده إلى سيفه ليستلَّه، والارْتِجَاعُ: الاسترداد، وارْتَجَعَ إبلا إذا باع الذّكور واشترى إناثا، فاعتبر فيه معنى الرّجع تقديرا، وإن لم يحصل فيه ذلك عينا، واسْتَرْجَعَ فلان إذا قال: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون. والتَّرْجِيعُ: ترديد الصّوت باللَّحن في القراءة وفي الغناء، وتكرير قول مرّتين فصاعدا، ومنه: التَّرْجِيعُ في


(١) قال ابن منظور: ورجعان الكتاب: جوابه، يقال: رجع إليّ الجواب يرجع رجعا ورجعانا. انظر: اللسان (رجع).

(٢) سورة البقرة: آية ٢٨، وهي قراءة يعقوب، وما جاء منه إذا كان من رجوع الآخرة بفتح حروف المضارعة وكسر الجيم. راجع: إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي ص ٢١٥.

(٣) وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وعاصم وأبي جعفر. انظر: الإتحاف ص ١٣١، والآية رقمها ٢٨١ من سورة البقرة.

(٤) سورة البقرة: آية ٢٨١. قرأ {تُرْجَعُونَ} يعقوب وأبو عمرو، والباقون ترجعون انظر: إرشاد المبتدي ص ٢١٥، والإتحاف ص ١٣١.

(٥) قال ابن عباس في الآية: المطر بعد المطر. انظر: الدر المنثور ٨/ ٤٧٦.