مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

روع

صفحة 372 - الجزء 1

رأس

  الرَّأْسُ معروف، وجمعه رُؤُوسٌ، قال: {واشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً}⁣[مريم: ٤]، {ولا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ}⁣[البقرة: ١٩٦]، ويعبّر بِالرَّأْسِ عن الرَّئِيسِ، والأَرْأَسُ: العظيم الرّأس، وشاة رَأْسَاءُ: اسودّ رأسها. ورِيَاسُ السّيف: مقبضه.

ريش

  رِيشُ الطائر معروف، وقد يخصّ الجناح من بين سائره، ولكون الرِّيشِ للطائر كالثياب للإنسان استعير للثياب. قال تعالى: {ورِيشاً ولِباسُ التَّقْوى}⁣[الأعراف: ٢٦]، وقيل: أعطاه إبلا بِرِيشِهَا، أي: ما عليها من الثياب والآلات، ورِشْتُ السّهم أَرِيشُه رَيْشاً فهو مَرِيشٌ: جعلت عليه الرّيش، واستعير لإصلاح الأمر، فقيل:

  رِشْتُ فلانا فَارْتَاشَ، أي: حسن حاله، قال الشاعر:

  ٢٠٤ - فَرِشْنِي بخير طالما قد بريتني ... فخير الموالي من يَرِيشُ ولا يبري⁣(⁣١)

  ورمح رَاشٌ: خوّار، تصوّر منه خور الرّيش.

روض

  الرَّوْضُ: مستنقع الماء، والخضرة، قال: {فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ}⁣[الروم: ١٥]، وباعتبار الماء قيل: أَرَاضَ الوادي، واسْتَرَاضَ، أي: كثر ماؤه، وأَرَاضَهُمْ: أرواهم. والرِّيَاضَةُ: كثرة استعمال النّفس ليسلس ويمهر، ومنه: رُضْتُ الدّابّة. وقولهم: افعل كذا ما دامت النّفس مُسْتَرَاضَةً⁣(⁣٢)، أي: قابلة للرّياضة، أو معناه:

  متّسعة، ويكون من الرّوض والإِرَاضَةِ. وقوله: {فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ}⁣[الروم: ١٥]، فعبارة عن رِيَاضِ الجنة، وهي محاسنها وملاذّها.

  وقوله: {فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ}⁣[الشورى: ٢٢]، فإشارة إلى ما أعدّ لهم في العقبى من حيث الظاهر، وقيل: إشارة إلى ما أهّلهم له من العلوم والأخلاق التي من تخصّص بها، طاب قلبه.

ريع

  الرِّيعُ: المكان المرتفع الذي يبدو من بعيد، الواحدة رِيعَةٌ. قال: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً}⁣[الشعراء: ١٢٨]، أي: بكلّ مكان مرتفع، وللارتفاع قيل: رَيْعُ البئر: للجثوة المرتفعة حواليها، ورَيْعَانُ كلّ شيء: أوائله التي تبدو منه، ومنه استعير الرَّيْعُ للزيادة والارتفاع الحاصل، ومنه: تَرَيَّعَ السّراب⁣(⁣٣).

روع

  الرُّوعُ: الخلد، وفي الحديث: «إنّ روح


(١) البيت لسويد بن الصامت.

وهو في اللسان: ريش، والبصائر ٣/ ١١٤ دون نسبة فيهما، والبيان والتبيين ٤/ ١٣٠، والفائق ٢/ ٦٠.

(٢) انظر: المجمل ٢/ ٤٠٦.

(٣) يقال: تريّع السراب: إذا جاء وذهب. انظر: المجمل ٢/ ٤١٠، واللسان (ريع).