أمثلة من جمع الراغب بين الشريعة والحكمة:
  انتقش «(١)، ثم يقول: قيل لحكيم: لم لا تغتم؟ قال: لأني لم أجد ما يغمّني(٢).
  قال الراغب: واعلم أنّ الزهد ليس من ترك المكاسب في شيء، كما توهمه قوم أفرطوا حتى قربوا من مذهب المانوية والبراهمة والرهابنة، فإنّ ذلك يؤدي إلى خراب العالم، ومضادة اللَّه فيما قدّر ودبّر، ثم قال: ولأنّ الزاهد في الدنيا راغب في الآخرة، فهو يبيعها بها، ثم قال تعالى: {إِنَّ الله اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}[التوبة: ١١١]، ومحال أن يبيع كيّس عينا بأثر إلا إذا عرفها عارف، وعرف فضل المبتاع على المبيع.
  وقيل لبعض الزهاد: ما أزهدك وأصبرك! فقال: أمّا زهدي فرغبة فيما هو أعظم مما أنا فيه، وأما صبري فلجزعي من النار.
  هذا آخر ما أوردناه في هذا الباب، والحمد للَّه رب العالمين.
(١) الحديث أخرجه البخاري وابن ماجة. انظر: كشف الخفاء ١/ ٣٠٧.
(٢) انظر: الذريعة ص ١٦٦.