شيه
  الإنسان قد تحصل من غير أن تتقدّمها إرادة اللَّه، فإنّ الإنسان قد يريد أن لا يموت، ويأبى اللَّه ذلك، ومشيئته لا تكون إلَّا بعد مشيئته لقوله: {وما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله}[الإنسان: ٣٠]، روي أنّه لما نزل قوله: {لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}[التكوير: ٢٨]، قال الكفّار: الأمر إلينا إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم، فأنزل اللَّه تعالى {وما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله}(١)، وقال بعضهم: لولا أن الأمور كلَّها موقوفة على مشيئة اللَّه تعالى، وأنّ أفعالنا معلَّقة بها وموقوفة عليها لما أجمع الناس على تعليق الاستثناء به في جميع أفعالنا نحو: {سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ الله مِنَ الصَّابِرِينَ}[الصافات: ١٠٢]، {سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ الله صابِراً}[الكهف: ٦٩]، {يَأْتِيكُمْ بِه الله إِنْ شاءَ}[هود: ٣٣]، {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ الله}[يوسف: ٦٩]، {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً ولا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ الله}[الأعراف: ١٨٨]، {وما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله رَبُّنا}[الأعراف: ٨٩]، {ولا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله}[الكهف: ٢٤].
شيه
  شِيَةٌ: أصلها وِشْيَةٌ(٢)، وذلك من باب الواو.
  تمّ كتاب الشين
(١) أخرج هذا ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة. انظر: الدر المنثور ٨/ ٤٣٦.
(٢) انظر تفسير غريب القرآن ص ٥٤.