مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

شيه

صفحة 472 - الجزء 1

  الإنسان قد تحصل من غير أن تتقدّمها إرادة اللَّه، فإنّ الإنسان قد يريد أن لا يموت، ويأبى اللَّه ذلك، ومشيئته لا تكون إلَّا بعد مشيئته لقوله: {وما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله}⁣[الإنسان: ٣٠]، روي أنّه لما نزل قوله: {لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}⁣[التكوير: ٢٨]، قال الكفّار: الأمر إلينا إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم، فأنزل اللَّه تعالى {وما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله}⁣(⁣١)، وقال بعضهم: لولا أن الأمور كلَّها موقوفة على مشيئة اللَّه تعالى، وأنّ أفعالنا معلَّقة بها وموقوفة عليها لما أجمع الناس على تعليق الاستثناء به في جميع أفعالنا نحو: {سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ الله مِنَ الصَّابِرِينَ}⁣[الصافات: ١٠٢]، {سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ الله صابِراً}⁣[الكهف: ٦٩]، {يَأْتِيكُمْ بِه الله إِنْ شاءَ}⁣[هود: ٣٣]، {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ الله}⁣[يوسف: ٦٩]، {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً ولا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ الله}⁣[الأعراف: ١٨٨]، {وما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله رَبُّنا}⁣[الأعراف: ٨٩]، {ولا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله}⁣[الكهف: ٢٤].

شيه

  شِيَةٌ: أصلها وِشْيَةٌ⁣(⁣٢)، وذلك من باب الواو.

  تمّ كتاب الشين


(١) أخرج هذا ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة. انظر: الدر المنثور ٨/ ٤٣٦.

(٢) انظر تفسير غريب القرآن ص ٥٤.