مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

صحف

صفحة 476 - الجزء 1

  يملك التّصرّف فيه. قال تعالى: {إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِه لا تَحْزَنْ}⁣[التوبة: ٤٠]، {قالَ لَه صاحِبُه وهُوَ يُحاوِرُه}⁣[الكهف: ٣٤]، {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ والرَّقِيمِ}⁣[الكهف: ٩]، {وأَصْحابِ مَدْيَنَ}⁣[الحج: ٤٤]، {أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ}⁣[البقرة: ٨٢]، {أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ}⁣[البقرة: ٢١٧]، {مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ}⁣[فاطر: ٦]، وأما قوله: {وما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً}⁣[المدثر: ٣١] أي: الموكَّلين بها لا المعذّبين بها كما تقدّم.

  وقد يضاف الصَّاحِبُ إلى مسوسه نحو: صاحب الجيش، وإلى سائسه نحو: صاحب الأمير.

  والْمُصَاحَبَةُ والِاصْطِحَابُ أبلغ من الاجتماع، لأجل أنّ المصاحبة تقتضي طول لبثه، فكلّ اصْطِحَابٍ اجتماع، وليس كلّ اجتماع اصطحابا، وقوله: {ولا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ}⁣[القلم: ٤٨]، وقوله: {ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ}⁣[سبأ: ٤٦]، وقد سمّي النبيّ # صاحبهم تنبيها أنّكم صحبتموه، وجرّبتموه وعرفتموه ظاهره وباطنه، ولم تجدوا به خبلا وجنّة، وكذلك قوله: {وما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ}⁣[التكوير: ٢٢]. والإِصحَابُ للشيء: الانقياد له. وأصله أن يصير له صاحبا، ويقال: أَصْحَبَ فلان: إذا كَبُرَ ابنه فصار صاحبه، وأَصْحَبَ فلان فلانا: جعل صاحبا له. قال: {ولا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ}⁣[الأنبياء: ٤٣]، أي:

  لا يكون لهم من جهتنا ما يَصْحَبُهُمْ من سكينة وروح وترفيق، ونحو ذلك ممّا يصحبه أولياءه، وأديم مصحب: أُصْحِبَ الشّعر الذي عليه ولم يُجَزَّ عنه.

صحف

  الصَّحِيفَةُ: المبسوط من الشيء، كصحيفة الوجه، والصَّحِيفَةُ: التي يكتب فيها، وجمعها:

  صَحَائِفُ وصُحُفٌ. قال تعالى: {صُحُفِ إِبْراهِيمَ ومُوسى}⁣[الأعلى: ١٩]، {يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ}⁣[البينة: ٢ - ٣]، قيل: أريد بها القرآن، وجعله صحفا فيها كتب من أجل تضمّنه لزيادة ما في كتب اللَّه المتقدّمة. والْمُصْحَفُ: ما جعل جامعا لِلصُّحُفِ المكتوبة، وجمعه: مَصَاحِفُ، والتَّصْحِيفُ:

  قراءة المصحف وروايته على غير ما هو لاشتباه حروفه، والصَّحْفَةُ مثل قصعة عريضة.

صخ

  الصَّاخَّةُ: شدّة صوت ذي النّطق، يقال: صَخَّ يَصِخُّ صَخّاً فهو صَاخٌّ. قال تعالى: {فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ}⁣[عبس: ٣٣]، وهي عبارة عن القيامة حسب المشار إليه بقوله: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ}⁣[الأنعام: ٧٣]، وقد قلب عنه: أَصَاخَ يُصِيخُ.