مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

صور

صفحة 497 - الجزء 1

  ممّا كان ممتنعا، وفي الشّرع: تناول الحيوانات الممتنعة ما لم يكن مملوكا، والمتناول منه ما كان حلالا، وقد يسمّى المَصِيدُ صَيْداً بقوله: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ}⁣[المائدة: ٩٦]، أي: اصْطِيَادُ ما في البحر، وأما قوله: {لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وأَنْتُمْ حُرُمٌ}⁣[المائدة: ٩٥]، وقوله: {وإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا}⁣[المائدة: ٢]، وقوله: {غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وأَنْتُمْ حُرُمٌ}⁣[المائدة: ١]، فإنّ الصَّيْدَ في هذه المواضع مختصّ بما يؤكل لحمه فيما قال بدلالة ما روي: «خمسة يقتلهنّ المحرم في الحلّ والحرم: الحيّة والعقرب والفأرة والذّئب والكلب العقور»⁣(⁣١) والأَصْيَدُ: من في عنقه ميل، وجعل مثلا للمتكبّر. والصِّيدَانُ برامُ الأحجارِ، قال:

  ٢٨٧ - وسود من الصِّيدَانِ فيها مذانب⁣(⁣٢)

  وقيل له: صَادٌ، قال:

  ٢٨٨ - رأيت قدورَ الصَّادِ حول بيوتنا⁣(⁣٣)

  وقيل في قوله تعالى: {ص والْقُرْآنِ}⁣[ص: ١]، هو الحروف، وقيل: تلقّه بالقبول، من:

  صَادَيْتُ كذا، واللَّه أعلم.

صور

  الصُّورَةُ: ما ينتقش به الأعيان، ويتميّز بها غيرها، وذلك ضربان: أحدهما محسوس يدركه الخاصّة والعامّة، بل يدركه الإنسان وكثير من الحيوان، كَصُورَةِ الإنسانِ والفرس، والحمار بالمعاينة، والثاني: معقول يدركه الخاصّة دون العامّة، كالصُّورَةِ التي اختصّ الإنسان بها من العقل، والرّويّة، والمعاني التي خصّ بها شيء بشيء، وإلى الصُّورَتَيْنِ أشار بقوله تعالى: {ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ}⁣[الأعراف: ١١]، {وصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ}⁣[غافر: ٦٤]، وقال: {فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ}⁣[الانفطار: ٨]، {يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحامِ}⁣[آل عمران: ٦]، وقال #: «إنّ اللَّه خلق آدم على صُورَتِه»⁣(⁣٤) فَالصُّورَةُ أراد بها ما خصّ الإنسان بها من الهيئة المدركة بالبصر والبصيرة، وبها فضّله


(١) الحديث عن عائشة عن النبي قال: «خمس فواسق يقتلن في الحلّ والحرم: الحيّة، والغراب الأبقع، والفأرة، والكلب العقور، والحدّيا» أخرجه مسلم ١١٩٨ في الحج، باب ما يندب للمحرم وغيره قتله، وأحمد ٦/ ٣٣.

(٢) هذا شطر بيت، وعجزه:

نضار إذا لم نستفدها نعارها

وهو في ديوان الهذليين ١/ ٢٧، والمجمل ٢/ ٥٤٧، وأساس البلاغة ص ٢٦٣.

(٣) هذا شطر بيت، وعجزه:

قنابل دهما في المحلَّة صيّما

وهو لحسان بن ثابت في ديوانه ص ٢٢٠، والمجمل ٢/ ٥٤٧، وأساس البلاغة ص ٢٦٣.

(٤) الحديث عن أبي هريرة عن النبي قال: «إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، فإنّ اللَّه خلق آدم على صورته» =