مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ضبح

صفحة 501 - الجزء 1

كتاب الضّاد

  ، نستعين باللَّه تعالى، وهو خير معين، الحمد للَّه حق حمده، والصلاة على خير خلقه، ومظهر حقّه محمد وآله وصحبه⁣(⁣١).

ضبح

  قال تعالى: {والْعادِياتِ ضَبْحاً}⁣[العاديات: ١]، قيل: الضَّبْحُ: صوتُ أنفاس الفرس تشبيها بالضِّبَاحِ، وهو صوت الثّعلب، وقيل: هو الخفيف العدو، وقد يقال ذلك للعدو، وقيل: الضَّبْحُ كالضّبع، وهو مدّ الضّبع في العدو، وقيل: أصله إحراق العود، شبّه عدوه به كتشبيهه بالنار في كثرة حركتها.

ضحك

  الضَّحِكُ: انبساطُ الوجه وتكشّر الأسنان من سرور النّفس، ولظهور الأسنان عنده سمّيت مقدّمات الأسنان الضَّوَاحِكِ. واستعير الضَّحِكُ للسّخرية، فقيل: ضَحِكْتُ منه، ورجلٌ ضُحَكَةٌ:

  يَضْحَكُ من النّاس، وضُحْكةٌ: لمن يُضْحَكُ منه⁣(⁣٢). قال تعالى: {وكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ}⁣[المؤمنون: ١١٠]، {إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ}⁣[الزخرف: ٤٧]، {تَعْجَبُونَ وتَضْحَكُونَ}⁣[النجم: ٥٩ - ٦٠]، ويستعمل في السّرور المجرّد نحو: {مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ}⁣[عبس: ٣٨ - ٣٩]، {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا}⁣[التوبة: ٨٢]، {فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً}⁣[النمل: ١٩]، قال الشاعر:

  ٢٩١ - يَضْحَكُ الضّبع لقتلى هذيل ... وترى الذّئب لها يستهلّ⁣(⁣٣)

  واستعمل للتّعجّب المجرّد تارة، ومن هذا


(١) زيادة من نسخة المحمودية رقم ٢١٨.

(٢) قال الراجز:

إن ضحكت منك كثيرا فتية ... فأنت ضحكة وهم ضحكة

وتقدّم ذلك في مادة (برم) ص ١٢١.

(٣) البيت في اللسان (ضحك)، وهو لتأبّط شرا في ديوانه ص ٢٥٠.