مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

طحا

صفحة 517 - الجزء 1

طحا

  الطَّحْوُ: كالدّحو، وهو بسط الشيء والذّهاب به. قال تعالى: {والأَرْضِ وما طَحاها}⁣[الشمس: ٦]، قال الشاعر:

  ٢٩٨ - طَحَا بك قلب في الحسان طروب⁣(⁣١)

  أي: ذهب.

طرح

  الطَّرْحُ: إلقاء الشيء وإبعاده، والطُّرُوحُ:

  المكان البعيد، ورأيته من طَرْحٍ أي: بُعْدٍ، والطِّرْحُ: المَطْرُوحُ لقلَّة الاعتداد به. قال تعالى: {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوه أَرْضاً}⁣[يوسف: ٩].

طرد

  الطَّرْدُ: هو الإزعاج والإبعاد على سبيل الاستخفاف، يقال: طَرَدْتُه، قال تعالى: {ويا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ الله إِنْ طَرَدْتُهُمْ}⁣[هود: ٣٠]، {ولا تَطْرُدِ الَّذِينَ}⁣[الأنعام: ٥٢]، {وما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ}⁣[الشعراء: ١١٤]، {فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ}⁣[الأنعام: ٥٢]، ويقال: أَطْرَدَه السّلطانُ، وطَرَدَه: إذا أخرجه عن بلده، وأمر أن يَطْرُدَ من مكان حلَّه.

  وسمّي ما يثار من الصّيد: طَرْداً وطَرِيدَةً. ومُطَارَدَةُ الأقرانِ: مدافعةُ بعضِهِمْ بعضاً، والمِطْرَدُ: ما يُطْرَدُ به، واطِّرَادُ الشيءِ متابعة بعضه بعضا.

طرف

  طَرَفُ الشيءِ: جانبُه، ويستعمل في الأجسام والأوقات وغيرهما. قال تعالى: {فَسَبِّحْ وأَطْرافَ النَّهارِ}⁣[طه: ١٣٠]، {أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ}⁣[هود: ١١٤]، ومنه استعير: هو كريمُ الطَّرَفَيْنِ⁣(⁣٢)، أي: الأب والأمّ. وقيل:

  الذَّكَرُ واللِّسَانُ، إشارة إلى العفّة، وطَرْفُ العينِ:

  جَفْنُه، والطَّرْفُ: تحريك الجفن، وعبّر به عن النّظر إذ كان تحريك الجفن لازمه النّظر، وقوله: {قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ}⁣[النمل: ٤٠]، {فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ}⁣[الرحمن: ٥٦]، عبارة عن إغضائهنّ لعفّتهنّ، وطُرِفَ فلانٌ:

  أصيب طَرْفُه، وقوله: {لِيَقْطَعَ طَرَفاً}⁣[آل عمران: ١٢٧]، فتخصيصُ قطعِ الطَّرَفِ من حيث إنّ تنقيصَ طَرَفِ الشّيءِ يُتَوَصَّلُ به إلى توهينه وإزالته، ولذلك قال: {نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها}⁣[الرعد: ٤١]، والطِّرَافُ: بيتُ أَدَمٍ يؤخذ طَرَفُه، ومِطْرَفُ الخزِّ ومُطْرَفٌ: ما يجعل له طَرَفٌ، وقد أَطْرَفْتُ مالًا، وناقة طَرِفَةٌ ومُسْتَطْرِفَةٌ: ترعى


(١) هذا شطر بيت، وعجزه:

بعيد الشباب عصر حان مشيب

وهو مطلع قصيدة مفضلية لعلقمة بن عبدة في المفضليات ص ٣٩١، وديوانه ص ٣٣.

(٢) يقال: فلان كريم الطرفين، شريف الجانبين. انظر: سحر البلاغة ص ٥٩.