مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

طعم

صفحة 519 - الجزء 1

  وباعتبارِ الطَّرِيقِ، قيل: جاءت الإبلُ مَطَارِيقَ، أي: جاءت على طَرِيقٍ واحدٍ، وتَطَرَّقَ إلى كذا نحو توسّل، وطَرَّقْتُ له: جعلت له طَرِيقاً، وجمعُ الطَّرِيقِ طُرُقٌ، وجمعُ طَرِيقَةٍ طرَائِقُ. قال تعالى: {كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً}⁣[الجن: ١١]، إشارة إلى اختلافهم في درجاتهم، كقوله: {هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ الله}⁣[آل عمران: ١٦٣]، وأطباق السّماء يقال لها: طَرَائِقُ. قال اللَّه تعالى: {ولَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ}⁣[المؤمنون: ١٧]، ورجلٌ مَطْرُوقٌ: فيه لين واسترخاء، من قولهم: هو مَطْرُوقٌ، أي: أصابته حادثةٌ لَيَّنَتْه، أو لأنّه مضروب، كقولك: مقروع، أو مدوخ، أو لقولهم: ناقة مَطْرُوقَةٌ تشبيها بها في الذِّلَّةِ.

طري

  قال تعالى: {لَحْماً طَرِيًّا}⁣[النحل: ١٤]، أي: غضّا جديدا، من الطَّرَاءِ والطَّرَاوَةِ. يقال:

  طَرَّيْتُ كذا فطَرِيَ، ومنه: المُطَرَّاةُ من الثّياب، والإِطْرَاءُ: مدحٌ يُجَدَّدُ ذِكْرُه، وطَرَأَ بالهمز: طلع.

طسَّ

  طس هما حرفان⁣(⁣١)، وليس من قولهم: طسّ وطسوس في شيء.

طعم

  الطَّعْمُ: تناول الغذاء، ويسمّى ما يتناول منه طَعْمٌ وطَعَامٌ. قال تعالى: {وطَعامُه مَتاعاً لَكُمْ}⁣[المائدة: ٩٦]، قال: وقد اختصّ بالبرّ فيما روى أبو سعيد «أنّ النّبيّ أمر بصدقة الفطر صاعا من طَعَامٍ أو صاعا من شعير»⁣(⁣٢). قال تعالى: {ولا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ}⁣[الحاقة: ٣٦]، {طَعاماً ذا غُصَّةٍ}⁣[المزمل: ١٣]، {طَعامُ الأَثِيمِ}⁣[الدخان: ٤٤]، {ولا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ}⁣[الماعون: ٣]، أي: إِطْعَامِه الطَّعَامَ، {فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا}⁣[الأحزاب: ٥٣]، وقال تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا}⁣[المائدة: ٩٣]، قيل: وقد يستعمل طَعِمْتُ في الشّراب كقوله: {فَمَنْ شَرِبَ مِنْه فَلَيْسَ مِنِّي ومَنْ لَمْ يَطْعَمْه فَإِنَّه مِنِّي}⁣[البقرة: ٢٤٩]، وقال بعضهم: إنّما قال: {ومَنْ لَمْ يَطْعَمْه} تنبيها أنه محظور أن يتناول إلَّا غرفة مع طَعَامٍ، كما أنه محظور عليه أن يشربه إلَّا غرفة، فإنّ الماء قد يُطْعَمُ إذا كان مع شيء يمضغ، ولو قال: ومن لم يشربه لكان يقتضي أن يجوز تناوله إذا كان في طَعَامٍ، فلما قال: {ومَنْ لَمْ يَطْعَمْه} بَيَّنَ أنه لا يجوز تناوله على كلّ حال إلَّا قدر المستثنى، وهو الغرفة باليد، وقول النّبيّ في زمزم: «إنّه طَعَامُ طُعْمٍ وشِفَاءُ سُقْمٍ»⁣(⁣٣) فتنبيه منه أنه يغذّي بخلاف سائر


(١) آية من سورة النمل رقم ١.

(٢) الحديث تقدّم في مادة (صاع).

(٣) الحديث عن أبي ذر قال: قال رسول اللَّه: «زمزم طَعَامُ طُعْمٍ، وشفاء سقم» أخرجه البزار بإسناد صحيح. انظر:

الترغيب والترهيب ٢/ ١٣٣.