مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

طوع

صفحة 529 - الجزء 1

  قيل: «لا طَيْرَ إلا طَيْرُكَ⁣(⁣١)»، وقال تعالى: {إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا}⁣[الأعراف: ١٣١]، أي:

  يتشاءموا به، {أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ الله}⁣[الأعراف: ١٣١]، أي: شؤمهم: ما قد أعدّ اللَّه لهم بسوء أعمالهم. وعلى ذلك قوله: {قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ الله}⁣[النمل: ٤٧]، {قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ}⁣[يس: ١٩]، {وكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناه طائِرَه فِي عُنُقِه}⁣[الإسراء: ١٣]، أي: عمله الذي طَارَ عنه من خيرٍ وشرٍّ، ويقال: تَطَايَرُوا: إذا أسرعوا، ويقال:

  إذا تفرّقوا⁣(⁣٢)، قال الشاعر:

  ٣٠٣ - طَارُوا إليه زَرَافَاتٍ ووُحْدَاناً⁣(⁣٣)

  وفجرٌ مُسْتَطِيرٌ، أي: فاشٍ. قال تعالى: {ويَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّه مُسْتَطِيراً}⁣[الإنسان: ٧]، وغبارٌ مُسْتَطَارٌ، خولف بين بنائهما فتصوّر الفجر بصورة الفاعل، فقيل: مُسْتَطِيرٌ، والغبارُ بصورة المفعول، فقيل: مُسْتَطَارٌ⁣(⁣٤). وفرسٌ مُطَارٌ للسّريع، ولحديد الفؤاد، وخذ ما طَارَ من شَعْر رأسك، أي: ما انتشر حتى كأنه طَارَ.

طوع

  الطَّوْعُ: الانقيادُ، ويضادّه الكره قال ø: {ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً}⁣[فصلت: ١١]، {ولَه أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ والأَرْضِ طَوْعاً وكَرْهاً}⁣[آل عمران: ٨٣]، والطَّاعَةُ مثله لكن أكثر ما تقال في الائتمار لما أمر، والارتسام فيما رسم.

  قال تعالى: {ويَقُولُونَ طاعَةٌ}⁣[النساء: ٨١]، {طاعَةٌ وقَوْلٌ مَعْرُوفٌ}⁣[محمد: ٢١]، أي:

  أَطِيعُوا، وقد طَاعَ له يَطُوعُ، وأَطَاعَه يُطِيعُه⁣(⁣٥).

  قال تعالى: {وأَطِيعُوا الرَّسُولَ}⁣[التغابن: ١٢]، {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله}⁣[النساء: ٨٠]، {ولا تُطِعِ الْكافِرِينَ}⁣[الأحزاب: ٤٨]، وقوله في صفة جبريل #: {مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}⁣[التكوير: ٢١]، والتَّطَوُّعُ في الأصل: تكلُّفُ الطَّاعَةِ، وهو في


(١) هذا حديث وليس قيلا.

عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللَّه : «من ردّته الطيرة عن حاجته فقد أشرك». قالوا: يا [استدراك] رسول اللَّه، ما كفارة ذلك؟ قال: «يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك» أخرجه أحمد في المسند ٢/ ٢٢٠، والطبراني، قال في مجمع الزوائد: فيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات، وأخرجه البزار من حديث بريدة. راجع: نزل الأبرار ص ٣٨٢، ومجمع الزوائد ٥/ ١٠٨.

(٢) انظر: اللسان (طير).

(٣) هذا عجز بيت، صدره:

قوم إذا الشرّ أبدى ناجذيه

وهو لقريط بن أنيف من بلعنبر. انظر: شرح الحماسة للتبريزي ١/ ٨، واللسان (طير).

(٤) انظر: اللسان (طير). يقال: فجر مستطير، وغبار مستطار. عمدة الحفاظ: طير.

(٥) راجع: الأفعال ٣/ ٢٤٩، ٣/ ٢٨٣.