مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

عجم

صفحة 549 - الجزء 1

  أحد الأخلاق التي ركَّب عليها، وعلى ذلك قال: {وكانَ الإِنْسانُ عَجُولًا}⁣[الإسراء: ١١]، وقوله: {مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَه فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ}⁣[الإسراء: ١٨]، أي:

  الأعراض الدّنيويّة، وهبنا ما نشاء لمن نريد أن نعطيه ذلك. {عَجِّلْ لَنا قِطَّنا}⁣[ص: ١٦]، {فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِه}⁣[الفتح: ٢٠]، والعُجَالَةُ:

  ما يُعَجَّلُ أكلُه كاللُّهْنَةِ⁣(⁣١)، وقد عَجَّلْتُهُمْ ولهّنتهم، والعِجْلَةُ: الإداوةُ الصّغيرةُ التي يُعَجَّلُ بها عند الحَاجة، والعجَلَةُ: خشبة معترضة على نعامة البئر، وما يحمل على الثّيران، وذلك لسرعة مرّها. والعِجْلُ: ولد البقرة لتصوّر عَجَلَتِهَا التي تعدم منه إذا صار ثورا. قال: {عِجْلًا جَسَداً}⁣[الأعراف: ١٤٨]، وبقرةٌ مُعْجِلٌ: لها عِجْلٌ.

عجم

  العُجْمَةُ: خلافُ الإبانة، والإِعْجَامُ: الإبهام، واسْتَعْجَمْتُ الدّارَ: إذا بان أهلها ولم يبق فيها عريب، أي: من يبين جوابا، ولذلك قال بعض العرب: خرجت عن بلاد تنطق، كناية عن عمارتها وكون السّكان فيها. والعَجَمُ: خلاف العَرَبِ، والعَجَمِيُّ منسوبٌ إليهم، والأَعْجَمُ: من في لسانه عُجْمَةٌ، عربيّا كان، أو غير عربيّ، اعتبارا بقلَّة فهمهم عن العجم. ومنه قيل للبهيمة:

  عَجْمَاءُ والأَعْجَمِيُّ منسوبٌ إليه. قال: {ولَوْ نَزَّلْناه عَلى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ}⁣[الشعراء: ١٩٨]، على حذف الياءات. قال تعالى: {ولَوْ جَعَلْناه قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُه ءَ أَعْجَمِيٌّ وعَرَبِيٌّ}⁣[فصلت: ٤٤]، {يُلْحِدُونَ إِلَيْه أَعْجَمِيٌّ}⁣[النحل: ١٠٣]، وسمّيت البهيمة عَجْمَاءَ من حيث إنها لا تبين عن نفسها بالعبارة إبانة النّاطق. وقيل: «صلاة النهار عَجْمَاءُ»⁣(⁣٢)، أي: لا يجهر فيها بالقراءة، «وجُرْحُ العَجْمَاءِ جُبَارٌ»⁣(⁣٣)، وأَعْجَمْتُ الكلامَ ضدّ أَعْرَبْتُ، وأَعْجَمْتُ الكتابةَ: أزلت عُجْمَتَهَا، نحو:

  أشكيته: إذا أزلت شكايته. وحروف المُعْجَمُ، روي عن الخليل⁣(⁣٤) أنها هي الحروف المقطَّعة لأنها أَعْجَمِيَّةٌ. قال بعضهم: معنى قوله: أَعْجَمِيَّةٌ أنّ الحروف المتجرّدة لا تدلّ على ما تدلّ عليه


(١) في المجمل: ويقال: عجّلت القوم كما يقال: لهّنتهم. انظر: المجمل ٣/ ٦٤٩.

(٢) هذا القيل لأبي عبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود، وليس حديثا كما يظنه بعض الناس.

وقال الدارقطني: لم يرو عن النبي ، وإنما هو من قول بعض الفقهاء، وحكاه الروياني في بحره، وقال:

المراد أن معظم الصلوات النهارية لا جهر فيها وقيل: هو كلام الحسن البصري. راجع: كشف الخفاء ٢/ ٢٨.

(٣) الحديث عن أبي هريرة أنّ رسول اللَّه قال: «جرح العجماء جبار، والبئر جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس» أخرجه مالك في الموطأ باب جامع العقل (انظر: شرح الزرقاني ٤/ ١٩٨)، والبخاري في الزكاة ٣/ ٣٦٤، ومسلم في الحدود برقم ١٧١٠.

(٤) العين ١/ ٢٣٨.