مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

عزب

صفحة 564 - الجزء 1

  وقال: {تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ}⁣[آل عمران: ٢٦]. يقال: عَزَّ عَلَيَّ كذا: صَعُبَ، قال: {عَزِيزٌ عَلَيْه ما عَنِتُّمْ}⁣[التوبة: ١٢٨]، أي: صَعُبَ، وعَزَّه كذا: غلبه، وقيل: من عَزَّ بَزَّ⁣(⁣١) أي: من غلب سلب. قال تعالى: {وعَزَّنِي فِي الْخِطابِ}⁣[ص: ٢٣]، أي: غلبني، وقيل: معناه: صار أَعَزَّ مني في المخاطبة والمخاصمة، وعَزَّ المطرُ الأرضَ:

  غلبها، وشاة عَزُوزٌ: قَلَّ دَرُّهَا، وعَزَّ الشيءُ: قَلَّ اعتبارا بما قيل: كلّ موجود مملول، وكلّ مفقود مطلوب، وقوله: {إِنَّه لَكِتابٌ عَزِيزٌ}⁣[فصلت: ٤١]، أي: يصعب مناله ووجود مثله، والعُزَّى:

  صَنَمٌ⁣(⁣٢). قال: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ والْعُزَّى}⁣[النجم: ١٩]، واسْتَعَزَّ بفلان: إذا غلب بمرض أو بموت.

عزب

  العَازِبُ: المتباعد في طلب الكلإ عن أهله، يقال: عَزَبَ يَعْزُبُ ويَعْزِبُ⁣(⁣٣). قال تعالى: {وما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ}⁣[يونس: ٦١]، {لا يَعْزُبُ عَنْه مِثْقالُ ذَرَّةٍ}⁣[سبأ: ٣]. يقال: رجلٌ عَزَبٌ، وامرأةٌ عَزَبَةٌ، وعَزَبَ عنه حِلْمُه، وعَزَبَ طهْرُهَا: إذا غاب عنها زوجها، وقومٌ مُعَزَّبُونَ: عَزَبَتْ إبلُهُم. وروي: «من قرأ القرآن في أربعين يوما فقد عَزَبَ»⁣(⁣٤). أي: بَعُدَ عَهْدُه بالخَتْمَةِ.

عزر

  التَّعْزِيرُ: النّصرة مع التّعظيم. قال تعالى: {وتُعَزِّرُوه}⁣[الفتح: ٩]، وقال ø {وعَزَّرْتُمُوهُمْ}⁣[المائدة: ١٢]، والتَّعْزِيرُ:

  ضربٌ دون الحدّ، وذلك يرجع إلى الأوّل، فإنّ ذلك تأديب، والتّأديب نصرة ما لكن الأوّل نصرة بقمع ما يضرّه عنه، والثاني: نصرة بقمعه عمّا يضرّه. فمن قمعته عما يضرّه فقد نصرته. وعلى هذا الوجه قال : «انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قال: أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ فقال: كفّه عن الظَّلم»⁣(⁣٥).

  وعُزَيْرٌ في قوله: {وقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ الله}⁣[التوبة: ٣٠]، اسمُ نبيٍّ.

عزل

  الاعْتِزَالُ: تجنّب الشيء عمالة كانت أو


(١) انظر: البصائر ٤/ ٦٢، واللسان (عزّ)، والأمثال ص ١١٣.

(٢) العزى صنم لقريش، بعث رسول اللَّه خالد بن الوليد بعد فتح مكة فهدمها. انظر: الدر المنثور ٧/ ٦٥٢.

(٣) انظر: الأفعال ١/ ٢١٤، والبصائر ٤/ ٦٠.

(٤) الحديث في النهاية ٣/ ٢٢٧، والفائق ٢/ ٤٢٦، وغريب الحديث لابن قتيبة ٣/ ٧٦٠.

(٥) عن أنس قال: قال رسول اللَّه : «انصر أخاك ظالما أو مظلوما»، قيل: يا رسول اللَّه، نصرته مظلوما، فكيف أنصره ظالما؟ قال: «تمنعه من الظلم، فذلك نصرك إياه» أخرجه البخاري في المظالم ٥/ ٩٨، ومسلم في البر والصلة برقم (٢٥٨٤).