مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

عقد

صفحة 576 - الجزء 1

  ٣٢٥ - وما بعد حكم اللَّه تعقيب⁣(⁣١)

  ويجوز أن يكون ذلك نهيا للنّاس أن يخوضوا في البحث عن حكمه وحكمته إذا خفيت عليهم، ويكون ذلك من نحو النّهي عن الخوض في سرّ القدر⁣(⁣٢). وقوله تعالى: {وَلَّى مُدْبِراً ولَمْ يُعَقِّبْ}⁣[النمل: ١٠]، أي: لم يلتفت وراءه. والاعتقاب: أن يتعاقب شيء بعد آخر كاعتقاب اللَّيل والنهار، ومنه: العُقْبَة أن يتعاقب اثنان على ركوب ظهر، وعُقْبَة الطائر:

  صعوده وانحداره، وأَعقبه كذا: إذا أورثه ذلك، قال: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً}⁣[التوبة: ٧٧]، قال الشاعر:

  ٣٢٦ - له طائف من جنّة غير معقب⁣(⁣٣)

  أي: لا يعقب الإفاقة، وفلان لم يُعْقِبْ، أي:

  لم يترك ولدا، وأعقاب الرّجل: أولاده. قال أهل اللغة: لا يدخل فيه أولاد البنت، لأنهم لم يعقبوه بالنّسب، قال: وإذا كان له ذرّيّة فإنّهم يدخلون فيها، وامرأة مِعْقَابٌ: تلد مرّة ذكرا ومرّة أنثى، وعَقَبْتُ الرّمح: شددته بالعَقَبِ، نحو: عصبته:

  شددته بالعصب، والعَقَبَةُ: طريق وعر في الجبل، والجمع: عُقُب وعِقَاب، والعُقَاب سمّي لتعاقب جريه في الصّيد، وبه شبّه في الهيئة الرّاية، والحجر الذي على حافتي البئر، والخيط الذي في القرط، واليعقوب: ذكر الحجل لما له من عقب الجري⁣(⁣٤).

عقد

  العَقْدُ: الجمع بين أطراف الشيء، ويستعمل ذلك في الأجسام الصّلبة كعقد الحبل وعقد البناء، ثم يستعار ذلك للمعاني نحو: عَقْدِ البيع، والعهد، وغيرهما، فيقال: عاقدته، وعَقَدْتُه، وتَعَاقَدْنَا، وعَقَدْتُ يمينه. قال تعالى: عاقدت أيمانكم⁣(⁣٥) وقرئ: {عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ}⁣(⁣٦)، وقال: {بِما عَقَّدْتُمُ الأَيْمانَ}⁣[المائدة: ٨٩]، وقرئ: {بِما عَقَّدْتُمُ


(١) لم أجده.

(٢) لقوله : «إذا ذكر القدر فأمسكوا» أخرجه الطبراني وأبو نعيم.

(٣) هذا عجز بيت لامرئ القيس، ويروى:

به عرّة أو طائف غير معقب

وصدره:

ويخصد في الآري حتى كأنما

وهو في ديوانه ص ٣٤.

(٤) انظر: المجمل ٣/ ٦٢٠.

(٥) سورة النساء: آية ٣٣، وهي قراءة نافع وابن كثير وابن عامر وأبي عمرو وأبي جعفر ويعقوب.

(٦) وهي قراءة الكوفيين: حمزة والكسائي وعاصم وخلف. انظر: إرشاد المبتدي ص ٢٨٢.