مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

عوق

صفحة 597 - الجزء 1

عوق

  العَائِقُ: الصارف عمّا يراد من خير، ومنه:

  عَوَائِقُ الدّهر، يقال: عَاقَه وعَوَّقَه واعْتَاقَه. قال تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ الله الْمُعَوِّقِينَ}⁣[الأحزاب: ١٨]، أي: المثبّطين الصّارفين عن طريق الخير، ورجل عَوْقٌ وعَوْقَةٌ: يَعُوقُ النّاسَ عن الخير، ويَعُوقُ: اسم صنم.

عول

  عَالَه وغاله يتقاربان. العَوْلُ يقال فيما يهلك، والعَوْلُ فيما يثقل، يقال: ما عَالَكَ فهو عَائِلٌ لي⁣(⁣١)، ومنه: الْعَوْلُ، وهو ترك النّصفة بأخذ الزيادة. قال تعالى: {ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا}⁣[النساء: ٣]، ومنه: عَالَتِ الفريضة: إذا زادت في القسمة المسمّاة لأصحابها بالنّصّ، والتَّعْوِيلُ: الاعتماد على الغير فيما يثقل، ومنه:

  العَوْلُ وهو ما يثقل من المصيبة، فيقال: ويله وعَوْلَه⁣(⁣٢)، ومنه: العِيَالُ، الواحد عَيِّلٌ لما فيه من الثّقل، وعَالَه: تحمّل ثقل مؤنته، ومنه قوله #: «ابدأ بنفسك ثمّ بمن تَعُولُ»⁣(⁣٣) وأَعَالَ:

  إذا كثر عِيَالُه⁣(⁣٤).

عيل

  قال تعالى: {وإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً}⁣[التوبة: ٢٨]، أي: فقرأ. يقال: عَالَ الرّجل: إذا افتقر يَعِيلُ عَيْلَةً فهو عَائِلٌ⁣(⁣٥)، وأما أَعَالَ: إذا كثر عِيَالُه فمن بنات الواو، وقوله: {ووَجَدَكَ عائِلًا} فَأَغْنى⁣(⁣٦) أي: أزال عنك فقر النّفس وجعل لك الغنى الأكبر المعنيّ بقوله #:

  «الغنى غنى النّفس»⁣(⁣٧). وقيل: «ما عَالَ مقتصد»⁣(⁣٨)، وقيل: ووجدك فقيرا إلى رحمة اللَّه وعفوه، فأغناك بمغفرته لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر.


(١) انظر: المجمل ٣/ ٦٣٩.

(٢) قال الأزهري: وأمّا قولهم: ويله وعوله، فإنّ العول البكاء، وقال أبو طالب: النصب فيهما على الدعاء والذم. انظر: اللسان (عول)، (بتصرف).

(٣) أخرجه بهذه الرواية الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ١/ ٦٥. وعن حكيم بن حزام عن النبي قال: «اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول» أخرجه البخاري والنسائي. انظر: فتح الباري ٣/ ٢٩٤: الزكاة: باب: لا صدقة إلا عن ظهر غنى، والنسائي ٥/ ٦١ - ٦٢.

(٤) وهذا قال به الشافعي، ونقله الكسائي عن العرب الفصحاء. انظر: تهذيب اللغة (عول)، وغريب الحديث للخطابي ٢/ ١٣٨.

(٥) انظر: الأفعال ١/ ٢٤٤.

(٦) سورة الضحى: آية ٨.

(٧) الحديث سيأتي ثانية في مادة (غنى)، وانظر الكلام عليه فيها.

(٨) الحديث عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه : «ما عال مقتصد قط» أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله وثّقوا، وفي بعضهم خلاف. انظر: مجمع الزوائد ١٠/ ٢٥٥. وقد تقدّم ص ٥٩١.