مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

غمض

صفحة 615 - الجزء 1

  وأصله من: غَمَزْتُ الكبش:

  إذا لمسته هل به طرق⁣(⁣١)، نحو: غبطته.

غمض

  الغَمْضُ: النّوم العارض، تقول: ما ذقت غَمْضاً ولا غِمَاضاً، وباعتباره قيل: أرض غَامِضَةٌ، وغَمْضَةٌ، ودار غَامِضَةٌ، وغَمَضَ عينه وأَغْمَضَهَا: وضع إحدى جفنتيه على الأخرى ثمّ يستعار للتّغافل والتّساهل، قال: {ولَسْتُمْ بِآخِذِيه إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيه}⁣[البقرة: ٢٦٧].

غنم

  الغَنَمُ معروف. قال تعالى: {ومِنَ الْبَقَرِ والْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما}⁣[الأنعام: ١٤٦]. والغُنْمُ: إصابته والظَّفر به، ثم استعمل في كلّ مظفور به من جهة العدى وغيرهم. قال تعالى: {واعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ}⁣[الأنفال: ٤١]، {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّباً}⁣[الأنفال: ٦٩]، والمَغْنَمُ: ما يُغْنَمُ، وجمعه مَغَانِمُ. قال: {فَعِنْدَ الله مَغانِمُ كَثِيرَةٌ}⁣[النساء: ٩٤].

غنى

  الغِنَى يقال على ضروب: أحدها: عدم الحاجات، وليس ذلك إلا للَّه تعالى، وهو المذكور في قوله: {إِنَّ الله لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}⁣[الحج: ٦٤]، {أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله والله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}⁣[فاطر: ١٥]، الثاني: قلَّة الحاجات، وهو المشار إليه بقوله: {ووَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى}⁣[الضحى: ٨]، وذلك هو المذكور في قوله #: «الغِنَى غِنَى النّفس»⁣(⁣٢)، والثالث: كثرة القنيّات بحسب ضروب الناس كقوله: {ومَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ}⁣[النساء: ٦]، {الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وهُمْ أَغْنِياءُ}⁣[التوبة: ٩٣]، {لَقَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ الله فَقِيرٌ ونَحْنُ أَغْنِياءُ}⁣[آل عمران: ١٨١]، قالوا ذلك حيث سمعوا: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضاً حَسَناً}⁣(⁣٣)، وقوله: {يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ}⁣[البقرة: ٢٧٣]، أي: لهم غنى النّفس، ويحسبهم الجاهل أن لهم القنيّات لما يرون فيهم من التّعفّف والتّلطَّف، وعلى هذا قوله #


(١) الطَّرق (الشحم).

قال ابن فارس: غمزت الكبش مثل: غبطت، لتنظر السمن. انظر: المجمل ٣/ ٦٨٦.

(٢) الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه : «ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكنّ الغنى غنى النفس» أخرجه البخاري ١١/ ٢٧١، والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح، وأبو يعلى، وأحمد ٢/ ٣١٥.

انظر: مجمع الزوائد ١٠/ ٢٤٠، وقد تقدّم ص ٥٩٧.

(٣) سورة البقرة: آية ٢٤٥. وانظر: الدر المنثور ٢/ ٣٩٧، وأسباب النزول للواحدي ص ٧٦.