مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

غير

صفحة 618 - الجزء 1

  ٣٤٤ - سمعت النّاس ينتجعون غيثا ... فقلت لصيدح انتجعي بلالا⁣(⁣١)

غور

  الغَوْرُ: المُنْهَبِطُ من الأرض، يقال: غَارَ الرجل، وأَغَارَ، وغَارَتْ عينه غَوْراً وغُئُوراً⁣(⁣٢)، وقوله تعالى: {ماؤُكُمْ غَوْراً}⁣[الملك: ٣٠]، أي: غَائِراً. وقال: {أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً}⁣[الكهف: ٤١]. والغارُ في الجبل. قال: {إِذْ هُما فِي الْغارِ}⁣[التوبة: ٤٠]، وكنّي عن الفرج والبطن بِالْغَارَيْنِ⁣(⁣٣)، والْمَغَارُ من المكان كالغور، قال: {لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلًا}⁣[التوبة: ٥٧]، وغَارَتِ الشّمس غِيَاراً، قال الشاعر:

  ٣٤٥ - هل الدّهر إلَّا ليلة ونهارها ... وإلَّا طلوع الشّمس ثمّ غيارها⁣(⁣٤)

  وغَوَّرَ: نزل غورا، وأَغَارَ على العدوّ إِغَارَةً وغَارَةً. قال تعالى: {فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً}⁣[العاديات: ٣]، عبارة عن الخيل.

غير

  غَيْرٌ يقال على أوجه:

  الأوّل: أن تكون للنّفي المجرّد من غير إثبات معنى به، نحو: مررت برجل غير قائم. أي: لا قائم، قال: {ومَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواه بِغَيْرِ هُدىً مِنَ الله}⁣[القصص: ٥٠]، {وهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ}⁣[الزخرف: ١٨].

  الثاني: بمعنى (إلَّا) فيستثنى به، وتوصف به النّكرة، نحو: مررت بقوم غير زيد. أي: إلَّا زيدا، وقال: {ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِله غَيْرِي}⁣[القصص: ٣٨]، وقال: {ما لَكُمْ مِنْ إِله غَيْرُه}⁣[الأعراف: ٥٩]، {هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ الله}⁣[فاطر: ٣].

  الثالث: لنفي صورة من غير مادّتها. نحو:

  الماء إذا كان حارّا غيره إذا كان باردا، وقوله: {كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها}⁣[النساء: ٥٦].

  الرابع: أن يكون ذلك متناولا لذات نحو: {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى الله غَيْرَ الْحَقِّ}⁣[الأنعام: ٩٣]، أي:

  الباطل، وقوله: {واسْتَكْبَرَ هُوَ وجُنُودُه فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}⁣[القصص: ٣٩]،


(١) البيت لذي الرمة من قصيدة يمدح بها بلال بن أبي بردة، ومطلعها:

أراح فريق جيرتك الجمالا ... كأنهم يريدون احتمالا

وهو في ديوانه ص ٥٢٨.

(٢) قال أبو عثمان: غار الماء غورا: فاض، وغار النهار: اشتد، وغارت الشمس والقمر والنجوم غيارا: غابت، وغارت العين تغور غئورا، وغار الرجل على أهله يغار غيرة وغارا. انظر: الأفعال ٢/ ٢٢.

(٣) انظر: جنى الجنتين ص ٨٢.

(٤) البيت لأبي ذؤيب الهذلي، وهو في ديوان الهذليين ١/ ٢١، والعضديات ص ٢٤.