فوض
  فَوْزاً، أي: مكان فوز، ثم فسّر فقال: {حَدائِقَ وأَعْناباً ... الآية}[النبأ: ٣٢]، وقوله: {ولَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ} إلى قوله {فَوْزاً عَظِيماً}(١) أي: يحرصون على أغراض الدنيا، ويعدّون ما ينالونه من الغنيمة فوزا عظيما.
فوض
  قال تعالى: {وأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى الله}[غافر: ٤٤]، أردّه إليه، وأصله من قولهم:
  مالهم فَوْضَى بينهم قال الشاعر:
  ٣٥٨ - طعامهم فوضى فضا في رحالهم(٢)
  ومنه: شركة المُفَاوَضَةِ.
فيض
  فَاضَ الماء: إذا سال منصبّا. قال تعالى: {تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ}[المائدة: ٨٣]، وأَفَاضَ إناءه: إذا ملأه حتى أساله، وأَفَضْتُه. قال: {أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ}[الأعراف: ٥٠]، ومنه: فَاضَ صدرُه بالسّرّ.
  أي: سال، ورجل فَيَّاضٌ، أي: سخيّ، ومنه استعير: أَفَاضُوا في الحديث: إذا خاضوا فيه.
  قال: {لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيه}[النور: ١٤]، {هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيه}[الأحقاف: ٨]، {إِذْ تُفِيضُونَ فِيه}[يونس: ٦١]، وحديث مُسْتَفِيضٌ: منتشر، والْفَيْضُ: الماء الكثير، يقال: إنه أعطاه غيضا من فيض(٣)، أي: قليلا من كثير وقوله: {فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ}[البقرة: ١٩٨]، وقوله: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ}[البقرة: ١٩٩]، أي:
  دفعتم منها بكثرة تشبيها بِفَيْضِ الماء، وأَفَاضَ بالقداح: ضرب بها، وأَفَاضَ البعير بجرّته(٤):
  رمى بها، ودرع مَفَاضَةٌ: أُفِيضَتْ على لابسها كقولهم: درع مسنونة، من: سننت أي: صببت.
فوق
  فَوْقُ يستعمل في المكان، والزمان، والجسم، والعدد، والمنزلة، وذلك أضرب:
  الأول: باعتبار العلوّ. نحو: {ورَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ}[البقرة: ٦٣]، {مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ}[الزمر: ١٦]، {وجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها}[فصلت: ١٠]، ويقابله تحت. قال: {قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ}[الأنعام: ٦٥].
  الثاني: باعتبار الصّعود والحدور. نحو قوله: {إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ ومِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ}[الأحزاب: ١٠].
  الثالث: يقال في العدد. نحو قوله:
(١) الآية: {ولَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّه لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وبَيْنَه مَوَدَّةٌ يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً} سورة النساء: آية ٧٣.
(٢) الشطر تقدّم في مادة (فضى)، وهو في غريب الحديث للخطابي ٢/ ٥٣١، وكشف المشكل ١/ ٢٥٣.
(٣) انظر: المجمل ٣/ ٧٠٩، وأساس البلاغة (غيض).
(٤) انظر: المجمل ٣/ ٧٠٩.