قض
  وقوله: {إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى}[الإسراء: ١] يعني: بيت المقدس، فسمّاه الأَقْصَى اعتبارا بمكان المخاطبين به من النبيّ وأصحابه، وقال: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى}[الأنفال: ٤٢]. وقَصَوْتُ البعير: قطعت أذنه، وناقة قَصْوَاءُ، وحكوا أنه يقال: بعير أَقْصَى، والْقَصِيَّةُ من الإبلِ: البعيدةُ عن الاستعمال.
قض
  قَضَضْتُه فَانْقَضَّ، وانْقَضَّ الحائط: وقع. قال تعالى: {يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَه}[الكهف: ٧٧] وأَقَضَّ عليه مضجعه: صار فيه قَضَضٌ، أي: حجارة صغار.
قضب
  قال اللَّه تعالى: {فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وعِنَباً وقَضْباً}[عبس: ٢٧ - ٢٨] أي: رطبة، والْمَقَاضِبُ: الأرض التي تنبتها، والْقَضِيبُ نحو الْقَضْبِ، لكن الْقَضِيبُ يستعمل في فروع الشّجر، والقَضْبُ يستعمل في البقل، والقضب: قطع القضب والقضيب. وروي «أنّ النبيّ ﷺ كان إذا رأى في ثوب تصليبا قَضَبَه»(١) وسيف قَاضِبٌ وقَضِيبٌ، أي: قاطع، فَالْقَضِيبُ هاهنا بمعنى الفاعل، وفي الأوّل بمعنى المفعول، وكذا قولهم: ناقة قَضِيبٌ: مُقْتَضَبَةٌ من بين الإبل ولمّا ترض، ويقال لكلّ ما لم يهذّب: مُقْتَضَبٌ، ومنه: اقْتَضَبَ حديثا: إذا أورده قبل أن راضه وهذّبه في نفسه.
قضى
  الْقَضَاءُ: فصل الأمر قولا كان ذلك أو فعلا، وكلّ واحد منهما على وجهين: إلهيّ، وبشريّ. فمن القول الإلهيّ قوله تعالى: {وقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاه}[الإسراء: ٢٣] أي: أمر بذلك، وقال: {وقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ}[الإسراء: ٤] فهذا قَضَاءٌ بالإعلام والفصل في الحكم، أي: أعلمناهم وأوحينا إليهم وحيا جزما، وعلى هذا: {وقَضَيْنا إِلَيْه ذلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ}[الحجر: ٦٦]، ومن الفعل الإلهيّ قوله: {والله يَقْضِي بِالْحَقِّ والَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِه لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ}[غافر: ٢٠]، وقوله: {فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ}[فصلت: ١٢] إشارة إلى إيجاده الإبداعيّ والفراغ منه نحو:
(١) الحديث أخرجه أبو عبيد، وقال: في حديثه # في الثوب المصلَّب أنّه كان إذا رآه في ثوب قضبه. انظر: غريب الحديث ١/ ٣٢، والفائق ٢/ ٣٥٦. والحديث في البخاري عن عائشة أن النبي لم يكن يترك في بيته شيئا فيه تصاليب إلا نقضه. قال ابن حجر: وفي رواية أبان: «إلا قضبه» وكذا عند ابن أبي شيبة. راجع: فتح الباري، باب: نقض الصور ١٠/ ٣٨٥. قلت: وكذا عند الطبراني في الأوسط ٣/ ٢٢٧.