مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

قطف

صفحة 678 - الجزء 1

  سمّي ذلك قطع الطريق، لأنه يؤدّي إلى انْقِطَاعِ الناس عن الطريق، فجعل ذلك قطعا للطريق، وقَطْعُ الماء بالسّباحة: عبوره، وقَطْعُ الوصل:

  هو الهجران، وقَطْعُ الرَّحِمِ يكون بالهجران، ومنع البرّ. قال تعالى: {وتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ}⁣[محمد: ٢٢]، وقال: {ويَقْطَعُونَ ما أَمَرَ الله بِه أَنْ يُوصَلَ}⁣[البقرة: ٢٧]، {ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ}⁣[الحج: ١٥] وقد قيل: ليقطع حبله حتى يقع، وقد قيل: ليقطع أجله بالاختناق، وهو معنى قول ابن عباس: ثمّ ليختنق⁣(⁣١)، وقَطْعُ الأمرِ: فصله، ومنه قوله: {ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً}⁣[النمل: ٣٢]، وقوله: {لِيَقْطَعَ طَرَفاً}⁣[آل عمران: ١٢٧] أي: يهلك جماعة منهم.

  وقطْعُ دابرِ الإنسان: هو إفناء نوعه. قال: {فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا}⁣[الأنعام: ٤٥]، و {أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ}⁣[الحجر: ٦٦]، وقوله: {إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ}⁣[التوبة: ١١٠] أي: إلا أن يموتوا، وقيل: إلا أن يتوبوا توبة بها تَنْقَطِعُ قلوبهم ندما على تفريطهم، وقِطْعٌ مِنَ اللَّيْل: قطعة منه. قال تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ}⁣[هود: ٨١]. والقَطِيعُ من الغنم جمعه قُطْعَانٌ، وذلك كالصّرمة والفرقة، وغير ذلك من أسماء الجماعة المشتقّة من معنى القطع⁣(⁣٢)، والْقَطِيعُ:

  السّوط، وأصاب بئرهم قُطْعٌ أي: انقطع ماؤها، ومَقَاطِعُ الأودية: مآخيرها.

قطف

  يقال: قَطَفْتُ الثّمرة قَطْفاً، والْقِطَفُ:

  الْمَقْطُوفُ منه، وجمعه قُطُوفٌ. قال تعالى: {قُطُوفُها دانِيَةٌ}⁣[الحاقة: ٢٣] وقَطَفَتِ الدّابّةُ قَطْفاً فهي قَطُوفٌ، واستعمال ذلك فيه استعارة، وتشبيه بِقَاطِفِ شيء كما يوصف بالنّقض على ما تقدّم ذكره، وأَقْطَفَ الكَرْم: دنا قِطَافُه، والْقِطَافَةُ:

  ما يسقط منه كالنّفاية.

قطمر

  قال تعالى: {والَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِه ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ}⁣[فاطر: ١٣] أي: الأثر في ظهر النّواة، وذلك مثل للشيء الطَّفيف.

قطن

  قال تعالى: {وأَنْبَتْنا عَلَيْه شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ}⁣[الصافات: ١٤٦]، والقُطْنُ، وقَطَنُ الحيوانِ معروفان.

قعد

  القُعُودُ يقابل به القيام، والْقَعْدَةُ للمرّة،


(١) أخرج الحاكم وصححه وغيره عن ابن عباس قال: من كان يظن أن لن ينصر اللَّه محمدا في الدنيا والآخرة {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ} قال: فليربط حبلا {إِلَى السَّماءِ} إلى سماء بيته؟ السقف، {ثُمَّ لْيَقْطَعْ} قال: ثم يختنق به حتى يموت.

انظر: الدر المنثور ٦/ ١٥، والمستدرك.

(٢) انظر: جواهر الألفاظ لقدامة بن جعفر ص ٣٥٩.