مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

كلف

صفحة 721 - الجزء 1

  للحرص، ومنه يقال: هو أحرص من كلب⁣(⁣١)، ورجل كِلبٌ: شديد الحرص، وكَلْبٌ كَلِبٌ.

  أي: مجنون يَكْلَبُ بلحوم الناس فيأخذه شبه جنون، ومن عقره كُلِبَ. أي: يأخذه داء، فيقال: رجل كَلِبٌ، وقوم كَلْبَى. قال الشاعر:

  ٣٩٥ - دماؤهم من الكلب الشّفاء⁣(⁣٢)

  وقد يصيب الكَلِبُ البعيرَ: ويقال: أَكْلَبَ الرّجلُ: أصاب إبله ذلك، وكَلِبَ الشّتاءُ: اشتدّ برده وحدّته تشبيها بِالْكَلْبِ الْكَلِبِ، ودهر كَلِبٌ، ويقال: أرض كَلِبَةٌ: إذا لم ترو فتيبس تشبيها بالرّجل الكلب، لأنه لا يشرب فييبس. والكَلَّابُ والمُكَلِّبُ: الذي يعلَّم الكلب. قال تعالى: {وما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ}⁣[المائدة: ٤]. وأرض مَكْلَبَةٌ: كثيرة الكلاب، والْكَلْبُ: المسمار في قائم السّيف، والْكَلْبَةُ:

  سير يدخل تحت السّير الذي تشدّ به المزادة فيخرز به، وذلك لتصوّره بصورة الكلب في الاصطياد به، وقد كَلَبْتُ الأديم: خرزته، بذلك، قال الشاعر:

  ٣٩٦ - سير صناع في أديم تَكْلُبُه⁣(⁣٣)

  والْكَلْبُ: نجم في السّماء مشبّه بالكلب لكونه تابعا لنجم يقال له: الرّاعي، والْكَلْبَتَانِ: آلة مع الحدّادين سمّيا بذلك تشبيها بكلبين في اصطيادهما، وثنّي اللَّفظ لكونهما اثنين، والكَلُّوبُ: شيء يمسك به، وكَلَالِيبُ البازي:

  مخالبه. اشتقّ من الكلب لإمساكه ما يعلق عليه إمساك الكلب.

كلف

  الْكَلَفُ: الإيلاع بالشيء. يقال: كَلِفَ فلان بكذا، وأَكْلَفْتُه به: جعلته كَلِفاً، والْكَلَفُ في الوجه سمّي لتصوّر كُلْفَةٍ به، وتَكَلُّفُ الشيءِ: ما يفعله الإنسان بإظهار كَلَفٍ مع مشقّة تناله في تعاطيه، وصارت الْكُلْفَةُ في التّعارف اسما للمشقّة، والتَّكَلُّفُ: اسم لما يفعل بمشقّة، أو تصنّع، أو تشبّع، ولذلك صار التَّكَلُّفُ على ضربين:

  محمود: وهو ما يتحرّاه الإنسان ليتوصّل به إلى


(١) انظر: الذريعة إلى مكارم الشريعة ص ٢٩، والحيوان ١/ ٢٢٦ و ٢٧١، والمستقصى ١/ ٦٤.

(٢) هذا عجز بيت، وصدره:

بناة مكارم وأساة كلم

وقبله:

هم حلَّوا من الشرف المعلَّى ... ومن حسب العشيرة حيث شاؤوا

وهو للقاسم بن حنبل المري في شرح الحماسة ٤/ ٩٦، والمعاني الكبير ١/ ٢٤٣، والحيوان ٢/ ٥.

(٣) هذا عجز بيت، وشطره:

كأنّ غرّ متنه إذ نجبته

وهو لدكين الراجز، في اللسان (كلب)، والمجمل ٣/ ٧٦٩، والاشتقاق ص ١٤، وجمهرة اللغة ٣/ ٥٠٦.