مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

لج

صفحة 736 - الجزء 1

  وأَلْبَنَتِ الناقة فهي مُلْبِنٌ: إذا كثر لبنها، إمّا خلقة، وإمّا أن يترك في ضرعها حتى يكثر، والْمَلْبَنُ: ما يجعل فيه اللَّبن، وأخوه بِلِبَانِ أمّه، قيل: ولا يقال: بلبن أمّه⁣(⁣١). أي: لم يسمع ذلك من العرب، وكم لَبَنُ غنمك⁣(⁣٢) أي: ذوات الدّرّ منها. واللُّبَانُ: الصّدر، واللُّبَانَةُ أصلها الحاجة إلى اللَّبن، ثم استعمل في كلّ حاجة، وأمّا اللَّبِنُ الذي يبنى به فليس من ذلك في شيء، الواحدة:

  لَبِنَةٌ، يقال: لَبَّنَه يُلَبِّنُه⁣(⁣٣)، واللَّبَّانُ: ضاربه.

لج

  اللَّجَاجُ: التّمادي والعناد في تعاطي الفعل المزجور عنه، وقد لَجَّ في الأمر يَلجُّ لَجَاجاً، قال تعالى: {ولَوْ رَحِمْناهُمْ وكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ}⁣[المؤمنون: ٧٥]، {بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ ونُفُورٍ}⁣[الملك: ٢١] ومنه: لَجَّةُ الصّوت بفتح اللام. أي: تردّده، ولُجَّةُ البحر بالضّم: تردّد أمواجه، ولُجَّةُ الليل:

  تردّد ظلامه، ويقال في كلّ واحد لَجَّ والْتَجَّ.

  قال: {فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ}⁣[النور: ٤٠] منسوب إلى لجّة البحر، وما روي: (وضع اللَّجّ على قفيّ)⁣(⁣٤)، أصله: قفاي، فقلب الألف ياء، وهو لغة فعبارة عن السّيف المتموّج ماؤه، واللَّجْلَجَةُ: التّردّد في الكلام وفي ابتلاع الطَّعام، قال الشاعر:

  ٤٠٥ - يُلَجْلِجَ مضغة فيها أنيض⁣(⁣٥)

  أي: غير منضج، ورجل لَجْلَجٌ ولَجْلَاجٌ: في


(١) قال العكبري: وهو أخوه بلبان أمّه، لا بلبن أمه، لأنّ اللبن ما يحتلب من البهائم. قال الأعشى:

رضيعي لبان ثدي أم تقاسما ... بأسحم داج عوض لا نتفرق

وقال أبو الأسود الدؤلي:

فإلا يكنها أو تكنه فإنّه ... أخوها غذته أمّه بلبانها

انظر: المشوف المعلم ٢/ ٦٩٢.

(٢) قال التبريزي: وكم لبن غنمك، ولبن غنمك؟ أي: كم لبون غنمك؟.

الكسائي: إنما سمع: كم لبن غنمك، كما تقول: كم رسل غنمك، أي: كم فيها مما يحلب؟ انظر: تهذيب إصلاح المنطق ١/ ١٢٤.

(٣) انظر: اللسان (لبن).

(٤) هذا مرويّ عن طلحة بن عبيد اللَّه ¥، وذلك حين قام إليه رجل بالبصرة فقال: إنّا أناس بهذه الأمصار، وإنه أتانا قتل أمير وتأمير آخر، وأتتنا بيعتك، فأنشدك اللَّه لا تكن أول من غدر، فقال طلحة: أنصتوني، ثم قال:

إني أخذت فأدخلت في الحش، وقربوا فوضعوا اللجّ على قفيّ، فقالوا: لتبايعنّ أو لنقتلنّك، فبايعت وأنا مكره.

قوله: اللج. قال الأصمعي: يعني السيف. قال: ونرى أن اللجّ اسم سمّي به السيف كما قالوا:

الصمصامة، وذو الفقار ونحوه. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد ٤/ ١٠، والنهاية ٤/ ٢٣٤، واللسان (لج).

(٥) الشطر لزهير، وعجزه:

أصلَّت فهي تحت الكشح داء

وهو في ديوانه ص ١٤، واللسان (لجج).