مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

لوم

صفحة 751 - الجزء 1

  بصفري⁣(⁣١). أي: لا يلصق بقلبي، ولُطْتُ الحوض بالطَّين لَوْطاً: ملطته به، وقولهم: لَوَّطَ فلان: إذا تعاطى فعل قوم لوط، فمن طريق الاشتقاق، فإنّه اشتقّ من لفظ لوط الناهي عن ذلك لا من لفظ المتعاطين له.

لوم

  اللَّوْمُ: عذل الإنسان بنسبته إلى ما فيه لوم.

  يقال: لُمْتُه فهو مَلُومٌ. قال تعالى: {فَلا تَلُومُونِي ولُومُوا أَنْفُسَكُمْ}⁣[إبراهيم: ٢٢]، {فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيه}⁣[يوسف: ٣٢]، {ولا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ}⁣[المائدة: ٥٤]، {فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}⁣[المؤمنون: ٦]، فإنه ذكر اللَّوم تنبيها على أنه إذا لم يُلَامُوا لم يفعل بهم ما فوق اللَّوم. وأَلَامَ: استحقّ اللَّوم. قال تعالى: {فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وهُوَ مُلِيمٌ}⁣[الذاريات: ٤٠] والتَّلاوُمُ: أن يلوم بعضهم بعضا. قال تعالى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ}⁣[القلم: ٣٠]، وقوله: {ولا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}⁣[القيامة: ٢] قيل: هي النّفس التي اكتسبت بعض الفضيلة، فتلوم صاحبها إذا ارتكب مكروها، فهي دون النّفس المطمئنة⁣(⁣٢)، وقيل: بل هي النّفس التي قد اطمأنّت في ذاتها، وترشّحت لتأديب غيرها، فهي فوق النّفس المطمئنة، ويقال: رجل لُوَمَةٌ: يَلُومُ الناسَ، ولُومَةٌ: يَلُومُه الناسُ، نحو سخرة وسخرة، وهزأة وهزأة، واللَّوْمَةُ: الْمَلَامَةُ، واللَّائِمَةُ: الأمر الذي يُلَامُ عليه الإنسان.

ليل

  يقال: لَيْلٌ ولَيْلَةٌ، وجمعها: لَيَالٍ ولَيَائِلُ ولَيْلَاتٌ، وقيل: لَيْلٌ أَلْيَلُ، وليلة لَيْلَاءُ. وقيل:

  أصل ليلة لَيْلَاةٌ بدليل تصغيرها على لُيَيْلَةٍ، وجمعها على ليال. قال اللَّه تعالى: {وسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنَّهارَ}⁣[إبراهيم: ٣٣]، {واللَّيْلِ إِذا يَغْشى}⁣[الليل: ١]، {وواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً}⁣[الأعراف: ١٤٢]، {إِنَّا أَنْزَلْناه فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}⁣[القدر: ١]، {والْفَجْرِ ولَيالٍ عَشْرٍ}⁣[الفجر: ١ - ٢]، {ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا}⁣[مريم: ١٠].

لون

  اللَّوْنُ معروف، وينطوي على الأبيض والأسود وما يركَّب منهما، ويقال: تَلَوَّنَ: إذا اكتسى لونا غير اللَّون الذي كان له. قال تعالى: {ومِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها}⁣[فاطر: ٢٧]، وقوله: {واخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ


(١) انظر: المجمل ٣/ ٤٥٦، والمنتخب من غريب كلام العرب ١/ ٥٢، ومجمع الأمثال ٢/ ٢٢٦.

(٢) يقال: النفوس ثلاث مراتب: الأولى: النفس الأمّارة بالسوء. قال تعالى: {وما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} والثانية - وهي فوقها -: النفس اللوامة. كما ذكر. والثالثة: النفس المطمئنة. قال تعالى: {يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً}.