مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

مضغ

صفحة 770 - الجزء 1

  غلة يمتصرونها⁣(⁣١). أي: يحتلبون منها قليلا قليلا، وثوب ممصّر: مُشَبَّع الصَّبْغ، وناقة مَصُورٌ: مانع للَّبن لا تسمح به، وقال الحسن: لا بأس بكسب التّيّاس ما لم يَمْصُرْ ولم يبسر⁣(⁣٢)، أي: يحتلب بإصبعيه، ويبسر على الشاة قبل وقتها. والمَصِيرُ: المِعَى، وجمعه مُصْرَانُ، وقيل:

  بل هو مفعل من صار، لأنه مستقرّ الطعام.

مضغ

  المُضْغَةُ: القطعة من اللَّحم قدر ما يُمْضَغُ ولم ينضج. قال الشاعر:

  ٤٢٥ - يلجلج مضغة فيها أنيض⁣(⁣٣)

  أي: غير منضج، وجعل اسما للحالة التي ينتهي إليها الجنين بعد العلقة. قال تعالى: {فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً}⁣[المؤمنون: ١٤]، وقال: {مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ}⁣[الحج: ٥]. والمضاغة: ما يبقى عن المَضْغ في الفم، والمَاضِغان: الشّدقان لمضغهما الطَّعام، والمَضَائِغ: العقبات اللَّواتي على طرفي هيئة القوس الواحدة مَضِيغَة.

مضى

  المُضِيُّ والمَضَاءُ: النّفاذ، ويقال ذلك في الأعيان والأحداث. قال تعالى: {ومَضى مَثَلُ الأَوَّلِينَ}⁣[الزخرف: ٨]، {فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ}⁣[الأنفال: ٣٨].

مطر

  المَطَر: الماء المنسكب، ويومٌ مَطِيرٌ وماطرٌ، ومُمْطِرٌ، ووادٍ مَطِيرٌ. أي: مَمْطُورٌ، يقال: مَطَرَتْنَا السماءُ وأَمْطَرَتْنَا، وما مطرت منه بخير، وقيل: إنّ «مطر» يقال في الخير، و «أمطر» في العذاب، قال تعالى: {وأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ}⁣[الشعراء: ١٧٣]، {وأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ}⁣[الأعراف: ٨٤]، {وأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً}⁣[الحجر: ٧٤]، {فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ}⁣[الأنفال: ٣٢]، ومَطَّر، وتَمَطَّرَ: ذهب في الأرض ذهاب المطر، وفرسٌ مُتَمَطِّرٌ. أي: سريع كالمطر، والمستمطر: طالب المطر والمكان الظاهر للمطر، ويعبّر به عن طالب الخير، قال الشاعر:


(١) قال في اللسان: والتمصر: حلب بقايا اللبن في الضرع بعد الدّر، وصار مستعملا في تتبع القلَّة. يقولون: يمتصرونها. اللسان (مصر). وقال الزمخشري: ومنه قولهم: لبني فلان غلَّة يمتصرونها، أي: لا تجدي عليه تلك الكلمة، وهو يهلك إن نشرت عنه. انظر: الفائق ٣/ ٣٧٠.

(٢) راجع: النهاية لابن الأثير ١/ ١٢٦، ٤/ ٣٣٦.

(٣) الشطر لزهير في ديوانه ص ١٤، وعجزه:

أصلَّت فهي تحت الكشح داء

وقد تقدم في مادة (لج).