مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

مقت

صفحة 772 - الجزء 1

مقت

  المَقْتُ: البغض الشديد لمن تراه تعاطى القبيح. يقال: مَقَتَ مَقاتَةً فهو مَقِيتٌ، ومقّته فهو مَقِيتٌ ومَمْقُوتٌ. قال تعالى: {إِنَّه كانَ فاحِشَةً ومَقْتاً وساءَ سَبِيلًا}⁣[النساء: ٢٢] وكان يسمّى تزوّج الرّجل امرأة أبيه نكاح المقت، وأما المقيت فمفعل من القوت، وقد تقدّم⁣(⁣١).

مكك

  اشتقاق مكَّة من: تمكَّكت العظم: أخرجت مخّه، وامتكّ الفصيل ما في ضرع أمّه، وعبّر عن الاستقصاء بالتّمكَّك وروي أنه قال عليه الصلاة والسلام: «لا تمكَّوا على غرمائكم»⁣(⁣٢) وتسميتها بذلك لأنها كانت تمكّ من ظلم بها. أي: تدقّه وتهلكه⁣(⁣٣). قال الخليل⁣(⁣٤): سمّيت بذلك لأنها وسط الأرض كالمخّ الذي هو أصل ما في العظم، والمَكُّوك: طاس يشرب به ويكال كالصّواع.

مكث

  المكث: ثبات مع انتظار، يقال: مَكَثَ مكثا.

  قال تعالى: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ}⁣[النمل: ٢٢]، وقرئ: مكث⁣(⁣٥)، قال: {إِنَّكُمْ ماكِثُونَ}⁣[الزخرف: ٧٧]، {قالَ لأَهْلِه امْكُثُوا}⁣[القصص: ٢٩].

مكر

  المَكْرُ: صرف الغير عمّا يقصده بحيلة، وذلك ضربان: مكر محمود، وذلك أن يتحرّى بذلك فعل جميل، وعلى ذلك قال: {والله خَيْرُ الْماكِرِينَ}⁣[آل عمران: ٥٤]. ومذموم، وهو أن يتحرّى به فعل قبيح، قال تعالى: {ولا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه}⁣[فاطر: ٤٣]، {وإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[الأنفال: ٣٠]، {فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ}⁣[النمل: ٥١]. وقال في الأمرين: {ومَكَرُوا مَكْراً ومَكَرْنا مَكْراً}⁣[النمل: ٥٠] وقال بعضهم: من مكر اللَّه إمهال العبد وتمكينه من أعراض الدّنيا، ولذلك قال أمير المؤمنين ¥: من وسّع عليه دنياه ولم يعلم أنّه مُكِرَ به فهو مخدوع عن عقله⁣(⁣٦).

مكن

  المَكَان عند أهل اللَّغة: الموضع الحاوي


(١) راجع: مادة (قوت).

(٢) الحديث أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث ٣/ ١٢٢، والفائق ٣/ ٤٢.

(٣) قال ابن منظور: سميت مكة لأنها كانت تمك من ظلم فيها وألحد. أي: تهلكه. قال الراجز:

يا مكة، الفاجر مكّي مكّا ... ولا تمكّي مذحجا وعكّا

(٤) العين ٢/ ٢٨٧.

(٥) وهي قراءة جميع القرّاء إلا عاصما وروحا. الإتحاف ص ٣٣٥.

(٦) انظر: البصائر ٤/ ٥١٦، وتفسير الراغب ورقة ١٣٩.