نحت
  {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَه ومِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ}[الأحزاب: ٢٣] ويعبّر بذلك عمّن مات، كقولهم: قضى أجله(١)، واستوفى أكله، وقضى من الدّنيا حاجته، والنَّحِيبُ: البكاء الذي معه صوت، والنُّحَابُ السُّعَال.
نحت
  نَحَتَ الخَشَبَ والحَجَرَ ونحوهما من الأجسام الصَّلْبَة. قال تعالى: {وتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ}[الشعراء: ١٤٩] والنُّحَاتَةُ: ما يسقط من المَنْحُوتِ، والنَّحِيتَة: الطَّبيعة التي نُحِتَ عليها الإنسان كما أنّ الغريزة ما غُرِزَ عليها الإنسانُ.
نحر
  النَّحْرُ: موضِع القِلَادةِ من الصَّدر. ونَحَرْتُه:
  أَصَبْتُ نَحْرَه، ومنه: نَحْرُ البعير، وقيل في حرف عبد اللَّه: {فَنَحَرُوهَا وما كادوا يفعلون}[البقرة: ٧١](٢) وانْتَحَرُوا على كذا: تَقَاتَلُوا تشبيهاً بنَحْر البعير، ونَحْرَة الشَّهر ونَحِيرُه: أوَّله، وقيل: آخر يوم من الشَّهر(٣)، كأنه ينحر الذي قبله، وقوله: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ}[الكوثر: ٢] هو حثٌّ على مراعاة هذين الرُّكْنين، وهما الصلاة، ونَحْرُ الهَدْي، وأنه لا بدّ من تعاطيهما، فذلك واجب في كلّ دِين وفي كلّ مِلَّة، وقيل:
  أَمْرٌ بوَضْع اليد على النَّحْر(٤) وقيل: حثٌّ على قتل النَّفس بقَمْع الشَّهوة. والنِّحْرِير: العالِمُ بالشيء والحاذِقُ به.
نحس
  قوله تعالى: {يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ ونُحاسٌ}[الرحمن: ٣٥] فَالنُّحَاس: اللَّهِيبُ بلا دُخانٍ، وذلك تشبيه في اللَّون بالنُّحاس، والنَّحْسُ: ضدّ السَّعْد، قال اللَّه تعالى: {فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ}[القمر: ١٩]، {فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ}[فصلت: ١٦] وقُرئ (نَحَسَات)(٥) بالفتح.
  قيل: مشؤوماتٍ(٦)، وقيل: شديداتِ البَرْد(٧).
  وأصل النَّحْس أن يحمرَّ الأفق فيصير كالنُّحاس. أي: لَهَبٍ بلا دُخان، فصار ذلك مثلا للشُّؤْم.
(١) يقال في ذلك: قضى نحبه، وفات أمره، وزهقت نفسه، وحمّ حمامه، وقرب أجله، وانقضى أكله، وحان حينه ودنت منيّته. انظر: جواهر الألفاظ ص ٣٨٤.
(٢) وهي قراءة شاذة.
(٣) انظر: المجمل ٣/ ٨٥٨، واللسان (نحر).
(٤) قال ابن عباس: إنّ اللَّه أوحى إلى رسوله أن ارفع يديك حذاء نحرك إذا كبّرت للصلاة، فذاك النحر. الدر المنثور ٨/ ٦٥٠.
(٥) وهي قراءة شاذة.
(٦) وهذا قول الضحاك، حكاه عنه أبو جعفر النحاس في إعراب القرآن ٣/ ٣٣، وكذا قال به قتادة ومجاهد. انظر: الدر المنثور ٧/ ٣١٧.
(٧) وهذا القول حكاه النقاش. انظر: تفسير القرطبي ١٥/ ٣٤٨.