مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

نطح

صفحة 811 - الجزء 1

  رَوْنَقَه. قال تعالى: {ولَقَّاهُمْ نَضْرَةً وسُرُوراً}⁣[الإنسان: ١١] ونَضَرَ وجْهُه يَنْضُرُ فهو نَاضِرٌ، وقيل: نَضِرَ يَنْضَرُ. قال تعالى: {وُجُوه يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ}⁣[القيامة: ٢٢ - ٢٣] ونَضَّرَ اللَّه وَجْهَه. وأَخْضَرُ نَاضِرٌ: غُصْنٌ حَسَنٌ.

  والنَّضَرُ والنَّضِيرُ: الذَّهَبُ لِنَضَارَتِه، وقَدَحٌ نُضَارٌ:

  خَالِصٌ كالتِّبْرِ، وقَدَحُ نُضَارٍ بِالإِضَافَةِ: مُتَّخَذٌ مِنَ الشَّجَرِ.

نطح

  النَّطِيحَةُ: ما نُطِحَ من الأَغْنام فماتَ، قال تعالى: {والْمُتَرَدِّيَةُ والنَّطِيحَةُ}⁣[المائدة: ٣] والنَّطِيحُ والنَّاطِحُ: الظَّبْيُ والطائرُ الذي يَسْتَقْبِلُكَ بوجهه، كأنه يَنْطَحُك ويُتَشَاءَمُ به، ورجلٌ نَطِيحٌ:

  مشْؤُومٌ، ومنه نَوَاطِحُ الدَّهْر. أي: شدائِدُه، وفرسٌ نَطِيحٌ: يأخُذ فَوْدَى رأسِه بَياضٌ.

نطف

  النُّطْفَةُ: الماءُ الصافي، ويُعَبَّرُ بها عن ماء الرَّجُل. قال تعالى: {ثُمَّ جَعَلْناه نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ}⁣[المؤمنون: ١٣]، وقال: {مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ}⁣[الإنسان: ٢]، {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى}⁣[القيامة: ٣٧] ويُكَنَّى عن اللُّؤْلُؤَةِ بالنَّطَفَة، ومنه: صَبِيٌّ مُنَطَّفٌ: إذا كان في أُذُنِه لُؤْلُؤَةٌ، والنَّطَفُ: اللُّؤْلُؤ. الواحدةُ: نُطْفَةٌ، وليلة نَطُوفٌ: يجيء فيها المطرُ حتى الصباح، والنَّاطِفُ: السائلُ من المائعات، ومنه: النَّاطِفُ المعروفُ، وفلانٌ مَنْطِفُ المعروف، وفلان يَنْطِفُ بسُوء كذلك كقولك: يُنَدِّي به.

نطق

  [النُّطْقُ في التّعارُف: الأصواتُ المُقَطَّعة التي يُظْهِرُها اللسّانُ وتَعِيهَا الآذَانُ]. قال تعالى: {ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ}⁣[الصافات: ٩٢] ولا يكاد يقال إلَّا للإنسان، ولا يقال لغيره إلَّا على سبيل التَّبَع.

  نحو: النَّاطِقُ والصَّامِتُ، فيراد بالناطق ما له صوت، وبالصامت ما ليس له صوت، [ولا يقال للحيوانات ناطق إلَّا مقيَّداً، وعلى طريق التشبيه كقول الشاعر:

  ٤٤٥ - عَجِبْتُ لَهَا أَنَّى يَكُونُ غِنَاؤُهَا ... فَصِيحاً ولَمْ تَفْغَرْ لِمَنْطِقِهَا فَماً]⁣(⁣١)

  والمنطقيُّون يُسَمُّون القوَّةَ التي منها النّطقُ نُطْقاً، وإِيَّاهَا عَنَوْا حيث حَدُّوا الإنسانَ، فقالوا:

  هُوَ الحيُّ الناطقُ المَائِتُ⁣(⁣٢)، فالنّطقُ لفظٌ مشتركٌ عندهم بين القوَّة الإنسانيَّة التي يكون بها الكلامُ، وبين الكلامِ المُبْرَزِ بالصَّوْت، وقد يقال النَّاطِقُ لما يدلُّ على شيء، وعلى هذا قيل لحكيم: ما الناطقُ الصامتُ؟ فقال: الدَّلائلُ المُخْبِرَةُ والعِبَرُ الواعظةُ. وقوله تعالى:


(١) البيت لحميد بن ثور، وهو في أمالي القالي ١/ ١٣٩، والكامل ٢/ ٨٥، وديوانه ص ٢٧. وما بين [] نقله البغدادي في الخزانة ١/ ٣٧.

(٢) انظر شرح السّلم ص ٧.