نظر
  نَظَرْتَ في كذا: تَأَمَّلْتَه. قال تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ}[الصافات: ٨٨ - ٨٩]، وقوله: تعالى: {أَولَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ والأَرْضِ}[الأعراف: ١٨٥] فذلك حَثٌّ على تَأَمُّلِ حِكْمَتِه في خَلْقِهَا. ونَظَرَ اللَّه تعالى إلى عِبَادِه: هو إحسانُه إليهم وإفاضَةُ نِعَمِه عليهم. قال تعالى: {ولا يُكَلِّمُهُمُ الله ولا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ}[آل عمران: ٧٧]، وعلى ذلك قوله: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}[المطففين: ١٥]، والنَّظَرُ: الانْتِظَارُ. يقال: نَظَرْتُه وانْتَظَرْتُه وأَنْظَرْتُه. أي: أَخَّرْتُه. قال تعالى: {وانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ}[هود: ١٢٢]، وقال: {فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ}[يونس: ١٠٢]، وقال: {انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ}[الحديد: ١٣]، {وما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ}[الحجر: ٨]، {قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ}[الأعراف: ١٥ - ١٦]، وقال: {فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ}[هود: ٥٥]، وقال: {لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ ولا هُمْ يُنْظَرُونَ}[السجدة: ٢٩]، وقال: {فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ والأَرْضُ وما كانُوا مُنْظَرِينَ}[الدخان: ٢٩]، فنفى الإِنْظارَ عنهم إشارةً إلى ما نبَّه عليه بقوله: {فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً ولا يَسْتَقْدِمُونَ}[الأعراف: ٣٤]، وقال: {إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناه}[الأحزاب: ٥٣] أي:
  منتظرين، وقال: {فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}[النمل: ٣٥]، {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ الله فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ والْمَلائِكَةُ}[البقرة: ٢١٠]، وقال: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وهُمْ لا يَشْعُرُونَ}[الزخرف: ٦٦] وقال: {ما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً}[ص: ١٥]، وأما قوله: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}[الأعراف: ١٤٣]، فَشَرْحُه وبَحْثُ حَقَائِقِه يَخْتَصُّ بغير هذا الكتابِ. ويُستعمَل النَّظَرُ في التَّحَيُّرِ في الأمور. نحو قوله: {فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ}[البقرة: ٥٥]، وقال: {وتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وهُمْ لا يُبْصِرُونَ}[الأعراف: ١٩٨]، وقال: {وتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ}[الشورى: ٤٥]، {ومِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ ولَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ}[يونس: ٤٣]، فكلّ ذلك نظر عن تحيُّر دالٍّ على قِلَّة الغِنَاءِ. وقوله: {وأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ}[البقرة: ٥٠]، قيل: مُشَاهِدُونَ، وقيل: تَعْتَبِرُونَ، وقول الشاعر:
  ٤٤٧ - نَظَرَ الدَّهْرُ إِلَيْهِمْ فَابْتَهَل(١)
(١) الشطر للبيد، وقد تقدّم في مادة (بهل).