مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

نعج

صفحة 815 - الجزء 1

  {اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}⁣[البقرة: ٤٠]، {وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}⁣[المائدة: ٣]، {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ الله}⁣[آل عمران: ١٧٤] إلى غير ذلك من الآيات. والإِنْعَامُ: إيصالُ الإحسانِ إلى الغَيْرِ، ولا يقال إلَّا إذا كان المُوصَلُ إليه من جِنْسِ النَّاطِقِينَ، فإنه لا يقال أَنْعَمَ فلانٌ على فَرَسِه. قال تعالى: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}⁣[الفاتحة: ٧]، {وإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ الله عَلَيْه وأَنْعَمْتَ عَلَيْه}⁣[الأحزاب: ٣٧] والنَّعْمَاءُ بإِزَاءِ الضَّرَّاءِ. قال تعالى: {ولَئِنْ أَذَقْناه نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْه}⁣[هود: ١٠] والنُّعْمَى نقيضُ البُؤْسَى، قال: {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْه}⁣[الزخرف: ٥٩] والنَّعِيمُ: النِّعْمَةُ الكثيرةُ، قال: {فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}⁣[يونس: ٩]، وقال: {جَنَّاتِ النَّعِيمِ}⁣[لقمان: ٨] وتَنَعَّمَ: تَنَاوَلَ ما فيه النِّعْمَةُ وطِيبُ العَيْشِ، يقال: نَعَّمَه تَنْعِيماً فَتَنَعَّمَ. أي: جَعَلَه في نِعْمَةٍ. أي: لِينِ عَيْشٍ وخَصْبٍ، قال: {فَأَكْرَمَه ونَعَّمَه}⁣[الفجر: ١٥] وطعامٌ نَاعِمٌ، وجارية نَاعِمَةٌ. [والنَّعَمُ مختصٌّ بالإبل]، وجمْعُه: أَنْعَامٌ، [وتسميتُه بذلك لكون الإبل عندهم أَعْظَمَ نِعْمةٍ، لكِنِ الأَنْعَامُ تقال للإبل والبقر والغنم، ولا يقال لها أَنْعَامٌ حتى يكون في جملتها الإبل]⁣(⁣١). قال: {وجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ والأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ}⁣[الزخرف: ١٢]، {ومِنَ الأَنْعامِ حَمُولَةً وفَرْشاً}⁣[الأنعام: ١٤٢]، وقوله: {فَاخْتَلَطَ بِه نَباتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ والأَنْعامُ}⁣[يونس: ٢٤] فَالأَنْعَامُ هاهنا عامٌّ في الإبل وغيرها. والنُّعَامَى: الرِّيحُ الجَنُوبُ النَّاعِمَةُ الهبُوبِ، والنَّعَامَةُ: سُمِّيَتْ تشبيهاٍ بِالنَّعَمِ في الخِلْقة، والنَّعَامَةُ: المَظَلَّةُ في الجَبَلِ، وعلى رأس البئر تشبيهاً بالنَّعَامَةِ في الهَيْئَة مِنَ البُعْدِ، والنَّعَائِمُ: من مَنَازِلِ القَمَرِ تشبيهاً بِالنَّعَامَةِ وقول الشاعر:

  ٤٤٩ - وابْنُ النَّعَامَةِ عِنْدَ ذَلِكَ مَرْكَبِي⁣(⁣٢)

  فقد قيل: أراد رِجْلَه، وجعلها ابنَ النَّعَامَةِ تشبيهاً بها في السُّرْعَة. وقيل: النَّعَامَةُ بَاطِنُ القَدَمِ، وما أرَى قال ذلك من قال إلَّا من قولهم:

  ابْنُ النَّعَامَةِ. وقولهم تَنَعَّمَ فُلَانٌ: إذا مَشَى مشياً خَفِيفاً فَمِنَ النِّعْمَةِ.

  و «نِعْمَ» كلمةٌ تُسْتَعْمَلُ في المَدْحِ بإِزَاءِ بِئْسَ في


(١) ما بين [] نقله البغدادي في الخزانة ١/ ٤٠٨.

(٢) هذا عجز بيت، وشطره:

ويكون مركبك القعود ورحله

وهو لعنترة في ديوانه ص ٣٣، والمجمل ٣/ ٨٧٤. وقيل: هو لخرز بن لوذان.