مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

نفد

صفحة 817 - الجزء 1

  حِينَ أَعْشَبَ، ورجل مَنْفُوخٌ. أي: سَمِينٌ.

نفد

  النَّفَادُ: الفَناءُ. قال تعالى: {إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَه مِنْ نَفادٍ}⁣[ص: ٥٤] يقال: نَفِدَ يَنْفَدُ⁣(⁣١) قال تعالى: {قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ}⁣[الكهف: ١٠٩]، {ما نَفِدَتْ كَلِماتُ الله}⁣[لقمان: ٢٧]. وأَنْفَدُوا: فَنِيَ زادُهم، وخَصْمٌ مُنَافِدٌ: إذا خَاصَمَ لِيُنْفِدَ حُجَّةَ صاحبِه، يقال: نَافَدْتُه فَنَفَدْتُه.

نفذ

  نَفَذَ السَّهْمُ في الرَّمِيَّة نُفُوذاً ونَفَاذاً، والمِثْقَبُ في الخَشَبِ: إذا خَرِقَ إلى الجهة الأُخرى، ونَفَذَ فلانٌ في الأمرِ نَفَاذاً وأَنْفَذْتُه. قال تعالى: {إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ والأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ}⁣[الرحمن: ٣٣] ونَفَّذْتُ الأمرَ تَنْفِيذاً، والجيش في غَزْوِه، وفي الحديث: «نَفِّذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ»⁣(⁣٢). والمَنْفَذُ المَمَرُّ النَّافِذُ.

نفر

  النَّفْرُ: الانْزِعَاجُ عن الشيءِ وإلى الشيء، كالفَزَعِ إلى الشيء وعن الشيء. يقال: نَفَرَ عن الشيء نُفُوراً. قال تعالى: {ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً}⁣[فاطر: ٤٢]، {وما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً}⁣[الإسراء: ٤١] ونَفَرَ إلى الحربِ يَنْفُرُ ويَنْفِرُ نَفْراً، ومنه: يَوْمُ النَّفْرِ. قال تعالى: {انْفِرُوا خِفافاً وثِقالًا}⁣[التوبة: ٤١]، {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً}⁣[التوبة: ٣٩]، {ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ الله}⁣[التوبة: ٣٨]، {وما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ}⁣[التوبة: ١٢٢]. والاسْتِنْفَارُ:

  حَثُّ القومِ على النَّفْرِ إلى الحربِ، والاسْتِنْفَارُ:

  حَمْلُ القومِ على أن يَنْفِرُوا. أي: من الحربِ، والاسْتِنْفَارُ أيضا: طَلَبُ النِّفَارِ، وقوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ}⁣[المدثر: ٥٠] قُرِئَ:

  بفَتْحِ الفاء وكسرِها⁣(⁣٣)، فإذا كُسِرَ الفاءُ فمعناه:

  نَافِرَةٌ، وإذا فُتِحَ فمعناه: مُنَفَّرَةٌ. والنَّفَرُ والنَّفِيرُ والنَّفَرَةُ: عِدَّةُ رجالٍ يُمْكِنُهُم النَّفْرُ. والمُنَافَرَةُ:

  المُحَاكَمَةُ في المُفَاخَرَةِ، وقد أُنْفِرَ فلانٌ: إذا فُضِّلَ في المُنافرةِ، وتقول العَرَبُ: نُفِّرَ فلانٌ إذا سُمِّيَ باسمٍ يَزْعُمُون أنّ الشّيطانَ يَنْفِرُ عنه، قال أعرابيٌّ: قيل لأبي لَمَّا وُلِدْتُ: نَفِّرْ عنه، فسَمَّانِي


(١) راجع: الأفعال ٣/ ١٦٣.

(٢) ذكر الخبر ابن حجر في الفتح، وفيه: ثم اشتد برسول اللَّه وجعه، فقال: أنفذوا بعث أسامة، فجهّزه أبو بكر بعد أن استخلف، فسار إلى الجهة التي أمر بها، وقتل قاتل أبيه، ورجع بالجيش سالما، وقد غنموا. انظر: فتح الباري ٨/ ١٥٢.

(٣) قرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح الفاء، والباقون بكسرها. الإتحاف ص ٤٢٧.