مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

أشر

صفحة 77 - الجزء 1

  ويقال: تَأَسَّيْتُ به، والأَسَى: الحزن. وحقيقته:

  اتباع الفائت بالغم، يقال: أَسَيْتُ عليه وأَسَيْتُ له، قال تعالى: {فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ}⁣[المائدة: ٦٨]، وقال الشاعر:

  ١٦ - أسيت لأخوالي ربيعة⁣(⁣١)

  وأصله من الواو، لقولهم: رجل أَسْوَان⁣(⁣٢)، أي: حزين، والأَسْوُ: إصلاح الجرح، وأصله:

  إزالة الأسى، نحو: كربت النخل: أزلت الكرب عنه، وقد أَسَوْتُه آسُوه أَسْواً، والآسِي: طبيب الجرح، جمعه: إِسَاة وأُسَاة، والمجروح مَأْسِيٌّ وأَسِيٌّ معا، ويقال: أَسَيْتُ بين القوم، أي:

  أصلحت⁣(⁣٣)، وآسَيْتُه. قال الشاعر:

  ١٧ - آسى أخاه بنفسه⁣(⁣٤)

  وقال آخر:

  ١٨ - فآسى وآداه فكان كمن جنى⁣(⁣٥)

  وآسي هو فاعل من قولهم: يواسي، وقول الشاعر:

  ١٩ - يكفون أثقال ثأي المستآسي⁣(⁣٦)

  فهو مستفعل من ذلك، فأمّا الإساءة فليست من هذا الباب، وإنما هي منقولة عن ساء.

أشر

  الأَشَرُ: شدّة البطر، وقد أَشِرَ⁣(⁣٧) يَأْشَرُ أَشَراً، قال تعالى: {سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الأَشِرُ}⁣[القمر: ٢٦]، فالأشر أبلغ من البطر، والبطر أبلغ من الفرح، فإنّ الفرح - وإن كان في


(١) الشطر للبحتري، وتمام البيت:

أسيت لأخوالي ربيعة أن عفت ... مصايفها منها، وأقوت ربوعها

وهو في زهر الآداب ١/ ١١٢، وديوانه ١/ ١٠ من قصيدة يمدح بها أمير المؤمنين المتوكل، ومطلعها:

منى النفس في أسماء لو يستطيعها ... بها وجدها من غادة وولوعها

(٢) قال الخليل: ويجوز في الوحدان: أسيان وأسوان، انظر العين ٧/ ٣٣٢.

(٣) انظر: المجمل ١/ ٩٦.

(٤) الشطر لدريد بن الصمة يرثي أخاه عبد اللَّه، وتمام البيت:

طعان امرئ آسى أخاه بنفسه ... ويعلم أنّ المرء غير مخلَّد

وهو في ديوانه ص ٤٩.

(٥) هذا عجز بيت، وشطره:

ولم يجنها لكن جناها وليّه

وهو لسويد المراثد الحارثي، وهو في شرح الحماسة للتبريزي ٢/ ١٦٥، والكامل للمبرد ٢/ ٢٧١.

قوله: آداه: أعانه، ويجوز أن يكون من الأداة، أي: جعل له أداة الحرب وعدتها.

(٦) لم أجده.

(٧) يقال: أشر وأشر بالفتح والكسر، والمعنى مختلف، انظر: الأفعال ١/ ١٠٣.