مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

نوس

صفحة 828 - الجزء 1

  وقال: {نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي الله لِنُورِه مَنْ يَشاءُ}⁣[النور: ٣٥]، ومن المحسوس الذي بعين البصر نحو قوله: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً والْقَمَرَ نُوراً}⁣[يونس: ٥] وتخصيص الشّمس بالضّوء، والقمر بالنّور من حيث إنّ الضّوء أخصّ من النّور، قال: {وقَمَراً مُنِيراً}⁣[الفرقان: ٦١] أي: ذا نور. ومما هو عامّ فيهما قوله: {وجَعَلَ الظُّلُماتِ والنُّورَ}⁣[الأنعام: ١]، وقوله: {ويَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِه}⁣[الحديد: ٢٨]، {وأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها}⁣[الزمر: ٦٩] ومن النّور الأخرويّ قوله: {يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}⁣[الحديد: ١٢]، {والَّذِينَ آمَنُوا مَعَه نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا}⁣[التحريم: ٨] {انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ}⁣[الحديد: ١٣]، {فَالْتَمِسُوا نُوراً}⁣[الحديد: ١٣]، ويقال: أنار اللَّه كذا، ونَوَّرَه، وسمّى اللَّه تعالى نفسه نورا من حيث إنه هو المُنَوِّر، قال: {الله نُورُ السَّماواتِ والأَرْضِ}⁣[النور: ٣٥] وتسميته تعالى بذلك لمبالغة فعله. والنَّارُ تقال للَّهيب الذي يبدو للحاسّة، قال: {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ}⁣[الواقعة: ٧١]، وقال: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً}⁣[البقرة: ١٧]، وللحرارة المجرّدة، ولنار جهنّم المذكورة في قوله: {النَّارُ وَعَدَهَا الله الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[الحج: ٧٢]، {وَقُودُهَا النَّاسُ والْحِجارَةُ}⁣[البقرة: ٢٤]، {نارُ الله الْمُوقَدَةُ}⁣[الهمزة: ٦] وقد ذكر ذلك في غير موضع. ولنار الحرب المذكورة في قوله: {كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ}⁣[المائدة: ٦٤]، وقال بعضهم: النّار والنّور من أصل واحد، وكثيرا ما يتلازمان لكن النار متاع للمقوين في الدّنيا، والنّور متاع لهم في الآخرة، ولأجل ذلك استعمل في النّور الاقتباس، فقال: {نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ}⁣[الحديد: ١٣] وتنوّرت نارا: أبصرتها، والمَنَارَة⁣(⁣١): مفعلة من النّور، أو من النار كمنارة السّراج، أو ما يؤذّن عليه، ومَنَارُ الأرض:

  أعلامها، والنَّوَار: النّفور من الرّيبة، وقد نَارَتِ المرأة تَنُور نَوْراً ونَوَاراً، ونَوْرُ الشّجر ونُوَّارُه تشبيها بالنّور، والنَّوْرُ: ما يتّخذ للوشم. يقال: نَوَّرَت المرأة يدها، وتسميته بذلك لكونه مظهرا لنور العضو.

نوس

  النَّاس قيل: أصله أُنَاس، فحذف فاؤه لمّا أدخل عليه الألف واللام، وقيل: قلب من نسي، وأصله إنسيان على إفعلان، وقيل: أصله من: نَاسَ يَنُوس: إذا اضطرب، ونِسْتُ الإبل:

  سقتها، وقيل: ذو نواس: ملك كان ينوس على ظهره ذؤابة فسمّي بذلك، وتصغيره على هذا


(١) انظر العين ٨/ ٢٧٦.