مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

وسق

صفحة 871 - الجزء 1

  قوله: {الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَه ثُمَّ هَدى}⁣[طه: ٥٠] ووَسِعَ الشّيءُ: اتَّسَعَ. والوُسْعُ:

  الجدةُ والطَّاقةُ، ويقال: ينفق على قدر وُسْعِه.

  وأَوْسَعَ فلانٌ: إذا كان له الغنى، وصار ذا سَعَةٍ، وفرس وَسَاعُ الخطوِ: شديد العدو.

وسق

  الوَسْقُ: جمع المتفرّق. يقال: وَسَقْتُ الشيءَ: إذا جمعته، وسمّي قدر معلوم من الحمل كحمل البعير وَسْقاً، وقيل: هو ستّون صاعا⁣(⁣١)، وأَوْسَقْتُ البعيرَ: حمّلته حِمله، وناقة وَاسِقٌ، ونوق مَوَاسِيقُ. إذا حملت. ووَسَّقْتُ الحنطةَ: جعلتها وَسْقاً، ووَسِقَتِ العينُ الماءَ:

  حملته، ويقولون: لا أفعله ما وَسَقَتْ عيني الماءَ⁣(⁣٢). وقوله: {واللَّيْلِ وما وَسَقَ}⁣[الانشقاق: ١٧] قيل: وما جمع من الظَّلام، وقيل: عبارة عن طوارق اللَّيل، ووَسَقْتُ الشيءَ: جمعته، والوَسِيقَةُ الإبلُ المجموعةُ كالرُّفْقة من الناس، والاتِّسَاقُ: الاجتماع والاطَّراد. قال اللَّه تعالى: {والْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ}⁣[الانشقاق: ١٨].

وسل

  الوَسِيلَةُ: التّوصّل إلى الشيء برغبة وهي أخصّ من الوصيلة، لتضمّنها لمعنى الرّغبة. قال تعالى: {وابْتَغُوا إِلَيْه الْوَسِيلَةَ}⁣[المائدة: ٣٥] وحقيقةُ الوَسِيلَةِ إلى اللَّه تعالى: مراعاة سبيله بالعلم والعبادة، وتحرّي مكارم الشّريعة، وهي كالقربة، والوَاسِلُ: الرّاغب إلى اللَّه تعالى، ويقال إنّ التَّوَسُّلَ في غير هذا: السّرقة، يقال:

  أخذ فلان إبل فلان تَوَسُّلًا. أي: سرقة.

وسم

  الوَسْمُ: التأثير، والسِّمَةُ: الأثرُ. يقال:

  وَسَمْتُ الشيءَ وَسْماً: إذا أثّرت فيه بِسِمَةٍ، قال تعالى: {سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ}⁣[الفتح: ٢٩]، وقال: {تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ}⁣[البقرة: ٢٧٣]، وقوله: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ}⁣[الحجر: ٧٥]، أي:

  للمعتبرين العارفين المتّعظين، وهذا التَّوَسُّمُ هو الذي سمّاه قوم الزَّكانةَ، وقوم الفراسة، وقوم الفطنة. قال عليه الصلاة والسلام: «اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللَّه»⁣(⁣٣) وقال تعالى: {سَنَسِمُه عَلَى الْخُرْطُومِ}⁣[القلم: ١٦]، أي:

  نعلَّمه بعلامة يعرف بها كقوله: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ}⁣[المطففين: ٢٤]، والوَسْمِيُّ: ما يَسِمُ من المطر الأوّل بالنّبات.


(١) وهو المتعارف عليه عند الفقهاء.

(٢) انظر: المجمل ٥/ ٩٢٥، واللسان (وسق).

(٣) الحديث عن أبي أمامة عن النبي قال: «اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور اللَّه» أخرجه الطبراني، وإسناده حسن. انظر: مجمع الزوائد ١٠/ ٢٧١.