مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

وفد

صفحة 877 - الجزء 1

وعى

  الوَعْيُ: حفظ الحديث ونحوه. يقال: وَعَيْتُه في نفسه. قال تعالى: {لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ}⁣[الحاقة: ١٢].

  والإِيعَاءُ: حفظ الأمتعة في الوِعَاءِ. قال تعالى: {وجَمَعَ فَأَوْعى}⁣[المعارج: ١٨] قال الشاعر:

  ٤٦٣ - والشّرّ أخبث ما أَوْعَيْتَ من زاد⁣(⁣١)

  وقال تعالى: {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيه ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيه}⁣[يوسف: ٧٦] ولا وَعْيَ عن كذا. أي: لا تماسك للنّفس دونه، ومنه: مالي عنه وَعْيٌ. أي: بدّ، ووَعَى الجرحُ يَعِي وَعْياً: جَمَعَ المِدَّةَ⁣(⁣٢)، ووَعَى العظمُ: اشتدّ وجمع القوّةَ، والوَاعِيَةُ: الصّارخةُ، وسمعت وَعْيَ القومِ. أي: صراخهم.

وفد

  يقال: وَفَدَ القومُ تَفِدُ وِفَادَةً، وهم وَفْدٌ ووُفُودٌ، وهم الذين يقدمون على الملوك مستنجزين الحوائج، ومنه: الوَافِدُ من الإبل، وهو السابق لغيره. قال تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً}⁣[مريم: ٨٥].

وفر

  الوَفْرُ: المال التّامّ. يقال: وَفَرْتُ كذا: تمّمته وكمّلته، أَفِرُه وَفْراً ووُفُوراً وفِرَةً ووَفَّرْتُه على التّكثير. قال تعالى: {فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً}⁣[الإسراء: ٦٣] ووَفَرْتُ عرضَه: إذا لم تنتقصه، وأرضٌ في نبتها وَفْرَةٌ: إذا كان تامّا، ورأيت فلانا ذا وَفَارَةٍ. أي: تامّ المروءة والعقل، والوَافِرُ: ضربٌ من الشِّعْر.

وفض

  الإِيفَاضُ: الإسراعُ، وأصله أن يعدو من عليه الوَفْضَةُ، وهي الكنانة تتخشخش عليه، وجمعها: الوِفَاضُ. قال تعالى: {كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ}⁣[المعارج: ٤٣] أي:

  يسرعون، وقيل: الأَوْفَاضُ الفرق من الناس المستعجلة. يقال: لقيته على أَوْفَاضٍ⁣(⁣٣). أي:

  على عجلة، الواحد: وَفْضٌ.

وفق

  الوِفْقُ: المطابقة بين الشّيئين. قال تعالى: {جَزاءً وِفاقاً}⁣[النبأ: ٢٦] يقال: وَافَقْتُ فلاناً، ووَافَقْتُ الأمرَ: صادفته، والِاتِّفَاقُ: مطابقة فعل الإنسان القدر، ويقال ذلك في الخير والشّرّ، يقال:


(١) عجز بيت، صدره:

الخير يبقى وإن طال الزمان به

وهو في البصائر ٥/ ٢٤١، وتاج العروس (وعى) دون نسبة فيهما، والبيت لعبيد بن الأبرص في ديوانه تحقيق حسين نصار ص ٤٩، وليس في ديوانه طبع دار صادر، وهو في المجمل ٤/ ٩٣٠.

(٢) الوعي: القيح والمدّة.

(٣) انظر المجمل ٤/ ٩٣٢.