مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ينع

صفحة 894 - الجزء 1

  {لا يُؤاخِذُكُمُ الله بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ}⁣[البقرة: ٢٢٥]، {وإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ}⁣[التوبة: ١٢]، {إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ}⁣[التوبة: ١٢] وقولهم: يَمِينُ اللَّه، فإضافته إليه ø هو إذا كان الحلف به.

  ومولى اليَمِينِ: هو من بينك وبينه معاهدة، وقولهم: ملك يَمِينِي أنفذ وأبلغ من قولهم: في يدي، ولهذا قال تعالى: {مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ}⁣[النور: ٣٣] وقوله ÷: «الحجر الأسود يَمِينُ اللَّه»⁣(⁣١) أي: به يتوصّل إلى السّعادة المقرّبة إليه. ومن اليَمِينِ: تُنُووِلَ اليُمْنُ، يقال: هو مَيْمُونُ النّقيبة. أي: مبارك، والمَيْمَنَةُ: ناحيةُ اليَمِينِ.

ينع

  يَنَعَتِ الثمرةُ تَيْنَعُ يَنْعاً ويُنْعاً، وأَيْنَعَتْ إِينَاعاً، وهي يَانِعَةٌ ومُونِعَةٌ. قال: {انْظُرُوا إِلى ثَمَرِه إِذا أَثْمَرَ ويَنْعِه}⁣[الأنعام: ٩٩] وقرأ ابن أبي إسحاق⁣(⁣٢) (ويُنْعِه)⁣(⁣٣)، وهو جمع يَانِعٍ، وهو المدرك البالغ.

يوم

  اليَوْمُ يعبّر به عن وقت طلوع الشمس إلى غروبها. وقد يعبّر به عن مدّة من الزمان أيّ مدّة كانت، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ}⁣[آل عمران: ١٥٥]، {وأَلْقَوْا إِلَى الله يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ}⁣[النحل: ٨٧]، وقال: {أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ}⁣[البقرة: ٢٥٤]، وغير ذلك، وقوله ø: {وذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله}⁣[إبراهيم: ٥] فإضافة الأَيَّامِ إلى اللَّه تعالى تشريف لأمرها لما أفاض اللَّه عليهم من نعمه فيها. وقوله ø: {قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ الآية}⁣[فصلت: ٩]، فالكلام في تحقيقه يختصّ بغير هذا الكتاب. ويركَّب يَوْمٌ مع «إذ»، فيقال: يَوْمَئِذٍ نحو قوله ø: {فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ}⁣[المدثر: ٩] وربّما يعرب ويبنى، وإذا بني فللإضافة إلى إذ.


(١) عن جرير عن النبي ÷: «الحجر يمين اللَّه في الأرض يصافح بها عباده» أخرجه الخطيب وابن عساكر. قال ابن الجوزي: في سنده إسحاق بن بشير، كذّبه ابن شيبة وغيره. وقال العراقي: أخرجه الحاكم وصححه من حديث عبد اللَّه بن عمرو، بلفظ: الحجر يمين اللَّه في الأرض. انظر: الفتح الكبير ٢/ ٧٩، وشفاء الغرام ١/ ١٧٢، وتخريج أحاديث الإحياء ١/ ٢٥٣، والمستدرك ١/ ٤٥٧.

(٢) هو يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد اللَّه بن أبي إسحاق الحضرمي، أحد القراء العشر، كان أعلم زمانه بالقراءات والعربية، وكلام العرب والفقه. توفي سنة ٢٠٥ هـ. انظر: بغية الوعاة ٢/ ٣٤٨.

(٣) وهي قراءة شاذة، قرأ بها يعقوب من غير طريق الطيبة، وقرأ بها ابن محيصن.