أهل
  ليس من كلام العرب، وآناء الليل: ساعاته، الواحد: إِنْيٌ وإنىً وأَناً(١)، قال ø: {يَتْلُونَ آياتِ الله آناءَ اللَّيْلِ}[آل عمران: ١١٣] وقال تعالى: {ومِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ}[طه: ١٣٠]، وقوله تعالى: {غَيْرَ ناظِرِينَ إِناه}[الأحزاب: ٥٣] أي: وقته، والإنا إذا كسر أوّله قصر، وإذا فتح مدّ، نحو قول الحطيئة:
  ٣٢ - وآنيت العشاء إلى سهيل ... أو الشّعرى فطال بي الأناء(٢)
  أَنَى وآنالشيء: قرب إناه، و {حَمِيمٍ آنٍ}[الرحمن: ٤٤] بلغ إناه من شدة الحر، ومنه قوله تعالى: {مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ}[الغاشية: ٥] وقوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا}[الحديد: ١٦] أي: ألم يقرب إناه.
  ويقال(٣): آنَيْتُ الشيء أُنِيّاً، أي: أخّرته عن أوانه، وتَأَنَّيْتُ: تأخّرت، والأَنَاة: التؤدة.
  وتَأَنَّى فلان تَأَنِّياً، وأَنَى يَأْنِي فهو آنٍ، أي:
  وقور. واستأنيته: انتظرت أوانه، ويجوز في معنى استبطأته، واستأنيت الطعام كذلك، والإِنَاء: ما يوضع فيه الشيء، وجمعه آنِيَة، نحو: كساء وأكسية، والأَوَانِي جمع الجمع.
أهل
  أهل الرجل: من يجمعه وإياهم نسب أو دين، أو ما يجري مجراهما من صناعة وبيت وبلد، وأهل الرجل في الأصل: من يجمعه وإياهم مسكن واحد، ثم تجوّز به فقيل: أهل الرجل لمن يجمعه وإياهم نسب، وتعورف في أسرة النبيّ عليه الصلاة والسلام مطلقا إذا قيل:
  أهل البيت لقوله ø: {إِنَّما يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}[الأحزاب: ٣٣]، وعبّر بأهل الرجل عن امرأته.
  وأهل الإسلام: من يجمعهم، ولمّا كانت الشريعة حكمت برفع حكم النسب في كثير من الأحكام بين المسلم والكافر قال تعالى: {إِنَّه لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّه عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ}[هود: ٤٦]، وقال تعالى: {وأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْه الْقَوْلُ}[هود: ٤٠].
  وقيل: أَهَلَ الرّجل يَأْهَلُ أُهُولًا، وقيل: مكان مأهول(٤): فيه أهله، وأُهِلَ به: إذا صار ذا ناس وأهل، وكلّ دابّة ألف مكانا يقال: أَهِلٌ وأَهْلِيٌّ.
(١) قال الراجز:
آلاء آناء وأثنا جمعا ... مثل عصا به ونحي ومعي
(٢) البيت في ديوانه بشرح ابن السكيت ص ٨٣، واللسان: (أنى)، وشمس العلوم ١/ ١٠٧، والأضداد ص ٢٧، والأفعال ١/ ٧٨، والمقصور والممدود للفرّاء ص ٢٠.
(٣) انظر العين ٨/ ٤٠٠.
(٤) قال الزمخشري: تقول: حبذا دار مأهولة وثريدة مأكولة.