مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

أوب

صفحة 97 - الجزء 1

  وتَأَهَّلَ: إذا تزوّج، ومنه قيل: آهَلَكَ اللَّه في الجنة⁣(⁣١)، أي: زوّجك فيها وجعل لك فيها أهلا يجمعك وإياهم، ويقال: فلان أَهْلٌ لكذا، أي:

  خليق به، ومرحبا وأهلا في التحية للنازل بالإنسان، أي: وجدت سعة مكان عندنا، ومن هو أهل بيت لك في الشفقة⁣(⁣٢).

  وجمع الأهل: أَهْلُونَ وأَهَال وأَهَلَات.

أوب

  الأَوْبُ: ضرب من الرجوع، وذلك أنّ الأوب لا يقال إلا في الحيوان الذي له إرادة، والرجوع يقال فيه وفي غيره، يقال: آب أَوْباً وإِيَاباً ومَآباً.

  قال اللَّه تعالى: {إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ}⁣[الغاشية: ٢٥] وقال: {فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّه مَآباً}⁣[النبأ: ٣٩]، والمآب: المصدر منه واسم الزمان والمكان.

  قال اللَّه تعالى: {والله عِنْدَه حُسْنُ الْمَآبِ}⁣[آل عمران: ١٤]، والأوَّاب كالتوّاب، وهو الراجع إلى اللَّه تعالى بترك المعاصي وفعل الطاعات، قال تعالى: {أَوَّابٍ حَفِيظٍ}⁣[ق: ٣٢]، وقال: {إِنَّه أَوَّابٌ}⁣[ص: ٣٠] ومنه قيل للتوبة: أَوْبَة، والتأويب يقال في سير النهار⁣(⁣٣) وقيل: آبت يد الرّامي إلى السهم⁣(⁣٤) وذلك فعل الرامي في الحقيقة وإن كان منسوبا إلى اليد، ولا ينقض ما قدّمناه من أنّ ذلك رجوع بإرادة واختيار، وكذا ناقة أَؤُوب: سريعة رجع اليدين.

أيد

  قال اللَّه ø: {أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ}⁣[المائدة: ١١٠] فعّلت من الأيد، أي: القوة الشديدة.

  وقال تعالى: {والله يُؤَيِّدُ بِنَصْرِه مَنْ يَشاءُ}⁣[آل عمران: ١٣] أي: يكثر تأييده، ويقال: إِدْتُه أَئِيدُه أَيْداً نحو: بعته أبيعه بيعا، وأيّدته على التكثير. قال ø: {والسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ}⁣[الذاريات: ٤٧]، ويقال: له أيد، ومنه قيل للأمر العظيم مؤيد.

  وإِيَاد الشيء: ما يقيه، وقرئ: (أَأْيَدْتُكَ)⁣(⁣٥)، وهو أفعلت من ذلك.

  قال الزجاج |(⁣٦): يجوز أن يكون فاعلت، نحو: عاونت، وقوله ø: {ولا يَؤُدُه حِفْظُهُما}⁣[البقرة: ٢٥٥] أي: لا يثقله، وأصله من الأود، آد يؤود أودا وإيادا: إذا أثقله،


(١) انظر: المجمل ١/ ١٠٥، وأساس البلاغة ص ١١.

(٢) انظر: المشوف المعلم ١/ ٨٦.

(٣) قال ابن المنظور: والتأويب في كلام العرب: سير النهار كله إلى الليل.

(٤) انظر: المجمل ١/ ١٠٦.

(٥) وهي قراءة شاذة. وفي اللسان (قرئ): آيدتك على فاعلت.

(٦) معاني القرآن ٢/ ٢١٩.