مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

أ

صفحة 104 - الجزء 1

  قال ø: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ}⁣[الكهف: ١٠]، وقال: {سَآوِي إِلى جَبَلٍ}⁣[هود: ٤٣]، وقال تعالى: {آوى إِلَيْه أَخاه}⁣[يوسف: ٦٩]، وقال: {تُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ}⁣[الأحزاب: ٥١]، {وفَصِيلَتِه الَّتِي تُؤْوِيه}⁣[المعارج: ١٣]، وقوله تعالى: {جَنَّةُ الْمَأْوى}⁣[النجم: ١٥]، كقوله: {دارُ الْخُلْدِ}⁣[فصلت: ٢٨] في كون الدار مضافة إلى المصدر، وقوله تعالى: {مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ}⁣[آل عمران: ١٩٧] اسم للمكان الذي يأوي إليه.

  وأَوَيْتُ له: رحمته، أَوِيّاً وأَيَّةً ومَأْوِيَةً، ومَأْوَاةً⁣(⁣١).

  وتحقيقه: رجعت إليه بقلبي و {آوى إِلَيْه أَخاه}⁣[يوسف: ٦٩] أي: ضمّه إلى نفسه.

  يقال: أواه وآواه. والماوية في قول حاتم طيئ:

  ٣٦ - أماوي إنّ المال غاد ورائح⁣(⁣٢)

  مأويّة فقد قيل: هي من هذا الباب، فكأنها سميت بذلك لكونها مأوى الصورة.

  وقيل: هي منسوبة للماء، وأصلها مائية، فجعلت الهمزة واوا.

أ

  الألفات التي تدخل لمعنى على ثلاثة أنواع:

  - نوع في صدر الكلام.

  - ونوع في وسطه.

  - ونوع في آخره⁣(⁣٣).

  فالذي في صدر الكلام أضرب:

  - الأوّل: ألف الاستخبار، وتفسيره بالاستخبار أولى من تفسيره بالاستفهام، إذ كان ذلك يعمّه وغيره نحو: الإنكار والتبكيت والنفي والتسوية.

  فالاستفهام نحو قوله تعالى: {أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها}⁣[البقرة: ٣٠]، والتبكيت إمّا للمخاطب أو لغيره نحو: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ}⁣[الأحقاف: ٢٠]، {أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ الله عَهْداً}⁣[البقرة: ٨٠]، {آلآنَ وقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ}⁣[يونس: ٩١]، {أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ}⁣[آل عمران: ١٤٤]، {أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ}⁣[الأنبياء: ٣٤]، {أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً}⁣[يونس: ٢]، {آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ}⁣[الأنعام: ١٤٤].

  والتسوية نحو: {سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ


(١) انظر: الأفعال ١/ ١١٩، واللسان (أوى) ١٤/ ٥٣.

(٢) هذا شطر بيت، وعجزه:

ويبقى من المال الأحاديث والذكر

وهو في ديوانه ص ٥٠.

(٣) وقد عدّ الفيروزآبادي للألف في القرآن ولغة العرب: أربعين وجها، راجع البصائر ٢/ ٥.

وقال ابن خالويه: وهي تنقسم سبعة وسبعين قسما. راجع: الألفات له ص ١٥.