مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

بدن

صفحة 112 - الجزء 1

  عن حاله. وقيل: لا يقع في قوله خلف.

  وعلى الوجهين قوله تعالى: {لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ الله}⁣[يونس: ٦٤]، {لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله}⁣[الروم: ٣٠] قيل: معناه أمر وهو نهي عن الخصاء. والأَبْدَال: قوم صالحون يجعلهم اللَّه مكان آخرين مثلهم ماضين⁣(⁣١).

  وحقيقته: هم الذين بدلوا أحوالهم الذميمة بأحوالهم الحميدة، وهم المشار إليهم بقوله تعالى: {فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ}⁣[الفرقان: ٧٠].

  والبَأْدَلَة: ما بين العنق إلى الترقوة، والجمع:

  البَئَادِل⁣(⁣٢)، قال الشاعر:

  ٤١ - ولا رهل لبّاته وبآدله⁣(⁣٣)

بدن

  البَدَنُ: الجسد، لكن البدن يقال اعتبارا بعظم الجثة، والجسد يقال اعتبارا باللون، ومنه قيل:

  ثوب مجسّد، ومنه قيل: امرأة بَادِنٌ وبَدِينٌ:

  عظيمة البدن، وسميت البدنة بذلك لسمنها يقال: بَدَنَ إذا سمن، وبَدَّنَ كذلك، وقيل: بل بَدَّنَ إذا أسنّ⁣(⁣٤)، وأنشد:

  ٤٢ - وكنت خلت الشّيب والتّبدينا⁣(⁣٥)

  وعلى ذلك ما روي عن النبيّ عليه الصلاة والسلام: «لا تبادروني بالرّكوع والسّجود فإني قد بدّنت»⁣(⁣٦) أي: كبرت وأسننت، وقوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ}⁣[يونس: ٩٢] أي:

  بجسدك، وقيل: يعني بدرعك، فقد يسمى


(١) وقد أنكر بعض الناس وجودهم، وللسيوطي رسالة في ذلك ذكر الأحاديث والأخبار الدالة على ذلك. راجع:

الحاوي للفتاوي ٢/ ٢٤١.

(٢) انظر: اللسان (بدل).

(٣) هذا عجز بيت ينسب للعجير السلولي وينسب لأم يزيد بن الطثرية، وشطره:

فتى قدّ قدّ السيف لا متضائل

وهو في اللسان (بدل) بلا نسبة، والمجمل ١/ ١١٩، وشمس العلوم ١/ ١٤١، والخصائص ١/ ٧٩، وشرح الحماسة ٣/ ٤٦.

(٤) انظر: المجمل ١/ ١١٩.

(٥) الشطر ينسب لحميد الأرقط وينسب للكميت، وعجزه:

والهمّ ممّا يذهل القرينا

وهو في شعر الكميت ٢/ ١٩، واللسان (بدن)، والتاج (بدن)، والمجمل ١/ ١١٩، والمشوف المعلم ١/ ٩٥، وشمس العلوم ١/ ١٤٣.

(٦) الحديث عن معاوية عن النبي قال: «لا تبادروني بالركوع والسجود، فإنه مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني إذا رفعت، ومهما أسبقكم به إذا سجدت تدركوني إذا رفعت، فإني قد بدّنت»، ويروى «بدنت» الحديث حسن وقد أخرجه أحمد ٤/ ٩٢، وأبو داود (٦١٩)، وابن ماجة (٩٦٣)، وأخرجه ابن حبان (انظر: الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان ٣/ ٣٢٣). راجع شرح السنة ٣/ ٤١٥.