مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

بسق

صفحة 123 - الجزء 1

  الثوب: نشره، ومنه: البِسَاط، وذلك اسم لكلّ مَبْسُوط، قال اللَّه تعالى: {والله جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ بِساطاً}⁣[نوح: ١٩] والبِسَاط: الأرض المتسعة وبَسِيط الأرض: مبسوطه، واستعار قوم البسط لكل شيء لا يتصوّر فيه تركيب وتأليف ونظم، قال اللَّه تعالى: {والله يَقْبِضُ ويَبْصُطُ}⁣[البقرة: ٢٤٥]، وقال تعالى: {ولَوْ بَسَطَ الله الرِّزْقَ لِعِبادِه}⁣[الشورى: ٢٧] أي: لو وسّعه، {وزادَه بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ والْجِسْمِ}⁣[البقرة: ٢٤٧] أي: سعة.

  قال بعضهم: بَسَطْتُه في العلم هو أن انتفع هو به ونفع غيره، فصار له به بسطة، أي: جودا.

  وبَسْطُ اليد: مدّها. قال ø: {وكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْه بِالْوَصِيدِ}⁣[الكهف: ١٨]، وبَسْطُ الكف يستعمل تارة للطلب نحو: {كَباسِطِ كَفَّيْه إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاه}⁣[الرعد: ١٤]، وتارة للأخذ، نحو: {والْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ}⁣[الأنعام: ٩٣]، وتارة للصولة والضرب. قال تعالى: {ويَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ}⁣[الممتحنة: ٢]، وتارة للبذل والإعطاء: {بَلْ يَداه مَبْسُوطَتانِ}⁣[المائدة: ٦٤].

  والبَسْطُ: الناقة تترك مع ولدها، كأنها المبسوط نحو: النّكث والنّقض في معنى المنكوث والمنقوض، وقد أَبْسَطَ ناقَتَه، أي:

  تركها مع ولدها.

بسق

  قال اللَّه ø: {والنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ}⁣[ق: ١٠] أي: طويلات، والباسق هو الذاهب طولا من جهة الارتفاع، ومنه: بَسَقَ فلان على أصحابه: علاهم، وبَسَقَ وبصق أصله: بزق، وبَسَقَتِ الناقة: وقع في ضرعها لبأ⁣(⁣١) قليل كالبساق، وليس من الأول.

بسل

  البَسْلُ: ضم الشيء ومنعه، ولتضمّنه لمعنى الضّم استعير لتقطيب الوجه، فقيل: هو بَاسِل ومُبْتَسِل الوجه، ولتضمنه لمعنى المنع قيل للمحرّم والمرتهن: بَسْلٌ، وقوله تعالى: {وذَكِّرْ بِه أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ}⁣[الأنعام: ٧٠] أي: تحرم الثواب، والفرق بين الحرام والبَسْل أنّ الحرام عامّ فيما كان ممنوعا منه بالحكم والقهر، والبسل هو الممنوع منه بالقهر، قال ø: {أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا}⁣[الأنعام: ٧٠] أي: حرموا الثواب، وفسّر بالارتهان لقوله: {كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}⁣[المدثر: ٣٨]. قال الشاعر:

  ٥٢ - وإبسالي بنيّ بغير جرم⁣(⁣٢)


(١) انظر: اللسان (بسق).

(٢) الشطر لعوف بن الأحوص، وعجزه:

بعوناه ولا بدم قراض

ويروى: ولا بدم مراق وهو في مجاز القرآن ١/ ١٩٤، والمجمل ١/ ١٢٥، والمعاني الكبير ٢/ ١١١٤، وشمس العلوم ١/ ١٧٢، واللسان (بسل)، والصحاح (بسل).