مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

بشر

صفحة 124 - الجزء 1

  وقال آخر:

  ٥٣ - فإن تقويا منهم فإنهم بسل⁣(⁣١)

  أقوى المكان: إذا خلا.

  وقيل للشجاعة: البَسالة، إمّا لما يوصف به الشجاع من عبوس وجهه، أو لكون نفسه محرّما على أقرانه لشجاعته، أو لمنعه لما تحت يده عن أعدائه، وأَبْسَلْتُ المكان: حفظته وجعلته بسلا على من يريده، والبُسْلَةُ: أجرة الراقي⁣(⁣٢)، وذلك لفظ مشتق من قول الراقي: أَبْسَلْتُ فلانا، أي:

  جعلته بَسَلًا، أي: شجاعا قويا على مدافعة الشيطان أو الحيّات والهوام، أو جعلته مُبْسَلًا، أي: محرّما عليها، [وسمّي ما يعطى الراقي بسلة]، وحكي: بَسَّلْتُ الحنظل: طيّبته، فإن يكن ذلك صحيحا فمعناه: أزلت بَسَالَتَه، أي:

  شدّته، أو بَسْلَه أي: تحريمه، وهو ما فيه من المرارة الجارية مجرى كونه محرّما، و (بَسَلْ) في معنى أجل وبس⁣(⁣٣)

  بسم⁣(⁣٤)

  قال تعالى: {فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها}⁣[النمل: ١٩].

بشر

  البَشَرَة: ظاهر الجلد، والأدمة: باطنه، كذا قال عامّة الأدباء، وقال أبو زيد بعكس ذلك⁣(⁣٥)، وغلَّطه أبو العباس وغيره، وجمعها: بَشَرٌ وأَبْشَارٌ، وعبّر عن الإنسان بالبَشَر اعتبارا بظهور جلده من الشعر، بخلاف الحيوانات التي عليها الصوف أو الشعر أو الوبر، واستوى في لفظ البشر الواحد والجمع، وثني فقال تعالى: {أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ}⁣[المؤمنون: ٤٧].

  وخصّ في القرآن كلّ موضع اعتبر من الإنسان جثته وظاهره بلفظ البشر، نحو: {وهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً}⁣[الفرقان: ٥٤]، وقال ø: {إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ}⁣[ص: ٧١]، ولمّا أراد الكفار الغضّ من الأنبياء اعتبروا ذلك فقالوا: {إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ}⁣[المدثر: ٢٥]، وقال تعالى: {أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُه}⁣[القمر: ٢٤]، {ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا}⁣[يس: ١٥]، {أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا}⁣[المؤمنون: ٤٧]،


(١) هذا عجز بيت وشطره:

بلاد بها نادمتهم وألفتهم

وهو لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص ٥٩.

(٢) انظر: المجمل ١/ ١٢٥.

(٣) بس بمعنى حسب. انظر القاموس.

(٤) هذا الفصل ساقط من المطبوعة.

(٥) ذكر قوله الأزهري في تهذيبه ١١/ ٣٦٠، والذي غلَّطه ثعلب.