بطن
  فيكون فُعْلا بمعنى مفعول، أو لانّه يبطل دم المتعرّض له بسوء، والأول أقرب.
  وقد بَطُلَ الرجل بُطُولَة، صار بَطَلًا، وبُطِّلَ:
  نسب إلى البَطَالة، ويقال: ذهب دمه بُطْلًا أي:
  هدرا، والإِبطال يقال في إفساد الشيء وإزالته، حقّا كان ذلك الشيء أو باطلا، قال اللَّه تعالى: {لِيُحِقَّ الْحَقَّ ويُبْطِلَ الْباطِلَ}[الأنفال: ٨]، وقد يقال فيمن يقول شيئا لا حقيقة له، نحو: {ولَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ}[الروم: ٥٨]، وقوله تعالى: {وخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ}[غافر: ٧٨] أي: الذين يبطلون الحقّ.
بطن
  أصل البَطْن الجارحة، وجمعه بُطُون، قال تعالى: {وإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ}[النجم: ٣٢]، وقد بَطَنْتُه: أصبت بطنه، والبَطْن: خلاف الظَّهر في كلّ شيء، ويقال للجهة السفلى: بَطْنٌ، وللجهة العليا: ظهر، وبه شبّه بطن الأمر وبطن الوادي، والبطن من العرب اعتبارا بأنّهم كشخص واحد، وأنّ كلّ قبيلة منهم كعضو بطن وفخذ وكاهل، وعلى هذا الاعتبار قال الشاعر:
  ٥٨ - النّاس جسم وإمام الهدى ... رأس وأنت العين في الرأس(١)
  ويقال لكلّ غامض: بطن، ولكلّ ظاهر:
  ظهر، ومنه: بُطْنَان القدر وظهرانها، ويقال لما تدركه الحاسة: ظاهر، ولما يخفى عنها: باطن.
  قال ø: {وذَرُوا ظاهِرَ الإِثْمِ وباطِنَه}[الأنعام: ١٢٠]، {ما ظَهَرَ مِنْها وما بَطَنَ}[الأنعام: ١٥١]، والبَطِين: العظيم البطن، والبَطِنُ: الكثير الأكل، والمِبْطَان: الذي يكثر الأكل حتى يعظم بطنه، والبِطْنَة: كثرة الأكل، وقيل: (البطنة تذهب الفطنة)(٢).
  وقد بَطِنَ الرجل بَطَناً: إذا أشر من الشبع ومن كثرة الأكل، وقد بَطِنَ الرجل: عظم بطنه، ومُبَطَّن: خميص البطن، وبَطَنَ الإنسان: أصيب بطنه، ومنه: رجل مَبْطُون: عليل البطن، والبِطانَة: خلاف الظهارة، وبَطَّنْتُ ثوبي بآخر:
  جعلته تحته.
  وقد بَطَنَ فلان بفلان بُطُوناً، وتستعار البِطَانَةُ
(١) البيت لعليّ بن جبلة العكوك في حميد الطوسي، وهو في ديوانه ص ٧٤، وعقد الخلاص في نقد كلام الخواص لابن الحنبلي ص ٢٠٠، وذيل أمالي القالي ٣/ ٩٦، والأغاني ١٨/ ١١٣، وله قصة فيه.
(٢) جاء عند أبي نعيم في الطب النبويّ قال عمر بن الخطاب ¥: إياكم والبطنة في الطعام والشراب فإنها مفسدة للجسم، مورثة للفشل، مكسلة عن الصلاة، وعليكم بالقصد فيهما فإنه أصلح. راجع: كشف الخفاء ١/ ٢٨٦، والمقاصد الحسنة ص ١٢٤ و ١٤٤.