مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

بطر

صفحة 129 - الجزء 1

  بَضَعْتُه فَابْتَضَعَ وتَبَضَّعَ، كقولك: قطعته وقطَّعته فانقطع وتقطَّع، والمِبْضَع: ما يبضع به، نحو:

  المقطع، وكنّي بالبُضْعِ عن الفرج، فقيل:

  ملكت بضعها، أي: تزوجتها، وبَاضَعَهَا بِضَاعاً، أي: باشرها، وفلان: حَسَنُ البَضْع والبَضِيعِ والبَضْعَة، والبضاعة عبارة عن السّمن⁣(⁣١).

  وقيل للجزيرة المنقطعة عن البرّ: بَضِيع، وفلان بَضْعَة مني، أي: جار مجرى بعض جسدي لقربه مني، والبَاضِعَة: الشجّة التي تبضع اللحم⁣(⁣٢)، والبِضع بالكسر: المنقطع من العشرة، ويقال ذلك لما بين الثلاث إلى العشرة، وقيل: بل هو فوق الخمس ودون العشرة، قال تعالى: {بِضْعَ سِنِينَ}⁣[الروم: ٤].

بطر

  البَطَر: دهش يعتري الإنسان من سوء احتمال النعمة وقلَّة القيام بحقّها، وصرفها إلى غير وجهها.

  قال ø: {بَطَراً ورِئاءَ النَّاسِ}⁣[الأنفال: ٤٧]، وقال: {بَطِرَتْ مَعِيشَتَها}⁣[القصص: ٥٨] أصله: بطرت معيشته، فصرف عنه الفعل ونصب، ويقارب البطر الطرب، وهو خطَّة أكثر ما تعتري من الفرح، وقد يقال ذلك في التّرح، والبيطرة: معالجة الدابّة.

بطش

  البَطْشُ: تناول الشيء بصولة، قال تعالى: {وإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ}⁣[الشعراء: ١٣٠]، {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى}⁣[الدخان: ١٦]، {ولَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا}⁣[القمر: ٣٦]، {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ}⁣[البروج: ١٢]. يقال: يد بَاطِشَة.

بطل

  البَاطِل: نقيض الحق، وهو ما لا ثبات له عند الفحص عنه، قال تعالى: {ذلِكَ بِأَنَّ الله هُوَ الْحَقُّ وأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِه هُوَ الْباطِلُ}⁣[الحج: ٦٢] وقد يقال ذلك في الاعتبار إلى المقال والفعال، يقال: بَطَلَ بُطُولًا وبُطْلًا وبُطْلَاناً، وأَبْطَلَه غيره. قال ø: {وبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ}⁣[الأعراف: ١١٨]، وقال تعالى: {لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ}⁣[آل عمران: ٧١]، ويقال للمستقلّ عمّا يعود بنفع دنيويّ أو أخرويّ: بَطَّال، وهو ذو بِطَالَةٍ بالكسر.

  وبَطَلَ دمه: إذا قتل ولم يحصل له ثأر ولا دية، وقيل للشجاع المتعرّض للموت: بَطَل، تصوّرا لبطلان دمه، كما قال الشاعر:

  ٥٧ - فقلت لها: لا تنكحيه فإنّه ... لأوّل بُطْلٍ أن يلاقي مجمعا⁣(⁣٣)


(١) يقال: إنّ فلانا لشديد البضعة حسنها إذا كان ذا جسم وسمن.

(٢) انظر الغريب المصنف ورقة ٥٧.

(٣) البيت لتأبّط شرا، وهو في ديوانه ص ١١٢، والأغاني ١٨/ ٢١٧، وإيضاح الشعر للفارسي ص ٤٤٩، وشرح الحماسة للتبريزي ٢/ ٢٦.

[استدراك] والرواية المعروفة [لأول نصل] أي: يقتل بأول نصل، ولعلَّه تصحّف على المؤلف.