مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

بقر

صفحة 138 - الجزء 1

بقر

  البَقَر واحدته بَقَرَة. قال اللَّه تعالى: {إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَه عَلَيْنا}⁣[البقرة: ٧٠]، وقال: {بَقَرَةٌ لا فارِضٌ ولا بِكْرٌ}⁣[البقرة: ٦٨]، {بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها}⁣[البقرة: ٦٩]، ويقال في جمعه:

  بَاقِر⁣(⁣١) كحامل، وبَقِير كحكيم وقيل: بَيْقُور، وقيل للذكر: ثور، وذلك نحو: جمل وناقة، ورجل وامرأة.

  واشتق من لفظه لفظ لفعله، فقيل: بقر لأرض، أي: شق، ولما كان شقه واسعا استعمل في كلّ شق واسع. يقال: بَقَرْتُ بطنه:

  إذا شققته شقا واسعا، وسمّي محمد بن عليّ ¥ بَاقِراً⁣(⁣٢) لتوسعه في دقائق العلوم وبقره بواطنها.

  وبَيْقَرَ الرجل في المال وفي غيره: اتسع فيه، وبَيْقَرَ في سفره: إذا شقّ أرضا إلى أرض متوسعا في سيره، قال الشاعر:

  ٦٣ - ألا هل أتاها والحوادث جمّة ... بأنّ امرئ القيس بن تملك بيقرا⁣(⁣٣)

  وبَقَّرَ الصبيان: إذا لعبوا البقّيرى، وذلك إذا بقّروا حولهم حفائر. والبَيْقَرَان: نبت، قيل: إنّه يشق الأرض لخروجه ويشقّه بعروقه.

بقل

  قوله تعالى: {بَقْلِها وقِثَّائِها}⁣[البقرة: ٦١]، البَقْلُ: ما لا ينبت أصله وفرعه في الشتاء، وقد اشتق من لفظه لفظ الفعل، فقيل: بَقَل، أي:

  نبت، وبَقَل وجه الصبيّ تشبيها به⁣(⁣٤)، وكذا بَقَلَ ناب البعير، قاله ابن السكَّيت⁣(⁣٥).

  وأَبْقَلَ المكان: صار ذا بقل⁣(⁣٦) فهو مُبْقِلٌ، وبَقَلْتُ البقل: جززته، والمَبْقَلَة: موضعه.

بقي

  البَقَاء: ثبات الشيء على حاله الأولى، وهو يضادّ الفناء، وقد بَقِيَ بَقَاءً، وقيل: بَقَي⁣(⁣٧) في الماضي موضع بقي، وفي الحديث: «بقينا رسول اللَّه»⁣(⁣٨) أي: انتظرناه وترصّدنا له مدة كثيرة، والباقي ضربان: باق بنفسه لا إلى مدّة وهو الباري تعالى، ولا يصحّ عليه الفناء، وباق


(١) قال ابن سيده: والجمع بقر، وجمع البقر: أبقر، كزمن وأزمن. فأما باقر وبقير وبيقور وباقور فأسماء للجمع.

راجع: اللسان (بقر).

(٢) انظر: اللسان (بقر) ٤/ ٧٤، وسير أعلام النبلاء ٤/ ٤٠١، ووفيات الأعيان ٤/ ١٧٤.

(٣) البيت لامرئ القيس في ديوانه ص ٦٢، واللسان (بقر)، والمجمل ١/ ١٣١، والخصائص ١/ ٣٣٥.

(٤) انظر: الأفعال ٤/ ٧٦.

(٥) وعبارته: قد بقل وجهه يبقل بقولا: إذا خرج شعر وجهه، وقد بقل ناب البعير بقولا: إذا طلع، راجع: إصلاح المنطق ص ٢٧٥.

(٦) راجع مادة (بطأ) حاشية رقم ١.

(٧) وهي لغة بلحرث بن كعب.

(٨) الحديث عن معاذ بن جبل قال: بقينا رسول اللَّه في صلاة العتمة فتأخر، حتى ظنّ الظان أنه ليس بخارج والقائل منا يقول: صلى، فإنا لكذلك حتى خرج النبي فقالوا له كما قالوا، فقال: «أعتموا هذه الصلاة، فإنكم قد فضّلتم بها على سائر الأمم، ولم تصلَّها أمة قبلكم» أخرجه أبو داود في باب وقت العشاء الآخرة. راجع معالم السنن ١/ ١٣١.