مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

باد

صفحة 152 - الجزء 1

  فلان: إذا أفرط في الحرص، وقولهم: هو أحرص من كلب⁣(⁣١).

  وقوله تعالى: {وإِذْ بَوَّأْنا لإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ}⁣[الحج: ٢٦] يعني: مكة، و {قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ}⁣[التحريم: ١١]، أي: سهّل لي فيها مقرّا، {وأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وأَخِيه أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً واجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً}⁣[يونس: ٨٧] يعني: المسجد الأقصى.

  وقوله ø: {فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}⁣[الذاريات: ٣٦]، فقد قيل:

  إشارة إلى جماعة البيت فسمّاهم بيتا كتسمية نازل القرية قرية. والبَيَاتُ والتَّبْيِيتُ: قصد العدوّ ليلا.

  قال تعالى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وهُمْ نائِمُونَ}⁣[الأعراف: ٩٧]، {بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ}⁣[الأعراف: ٤]. والبَيُّوت: ما يفعل بالليل، قال تعالى: {بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ}⁣[النساء: ٨١]. يقال لكلّ فعل دبّر فيه بالليل:

  بُيِّتَ، قال تعالى: {إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ}⁣[النساء: ١٠٨]، وعلى ذلك قوله #: «لا صيام لمن لم يبيّت الصيام من الليل»⁣(⁣٢).

  وبَاتَ فلان يفعل كذا عبارة موضوعة لما يفعل بالليل، كظلّ لما يفعل بالنهار، وهما من باب العبارات.

باد

  قال ø: {ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِه أَبَداً}⁣[الكهف: ٣٥]، يقال: بَادَ الشيءُ يَبِيدُ بَيَاداً: إذا تفرّق وتوزّع في البَيْدَاء، أي: المفازة، وجمع البيداء: بِيد، وأتان بَيْدَانَة: تسكن البادية البيداء.

بور

  البَوَار: فرط الكساد، ولمّا كان فرط الكساد يؤدّي إلى الفساد - كما قيل: كسد حتى فسد - عبّر بالبوار عن الهلاك، يقال: بَارَ الشيء يَبُورُ بَوَاراً وبَوْراً، قال ø: {تِجارَةً لَنْ تَبُورَ}⁣[فاطر: ٢٩]، {ومَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ}⁣[فاطر: ١٠]،


(١) ومن أمثالهم: أحرص من كلب على جيفة، ومن كلب على عرق، والعرق: العظم عليه اللحم. راجع: مجمع الأمثال ١/ ٢٢٨.

(٢) الحديث أخرجه ابن ماجة عن حفصة قالت: قال رسول اللَّه : «لا صيام لمن لم يفرضه من الليل» وهو في سننه ١/ ٥٤٢، والفتح الكبير ٣/ ٣٤٦. وفي الموطأ عن ابن عمر أنه كان يقول: «لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر»، وعن حفصة عن النبي قال: «من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له» قال ابن عبد البر: اضطرب في إسناده، وهو أحسن ما روي مرفوعا في هذا الباب. أ. هـ. راجع شرح الزرقاني للموطأ ٢/ ١٥٧، وتنوير الحوالك ١/ ٢٧٠، وأخرجه أبو داود في الصوم، راجع معالم السنن ٢/ ١٣٤، والنسائي ٤/ ١٩٦، وأحمد ٦/ ٨٧، وانظر: شرح السنة ٦/ ٢٦٨.