مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

بئر

صفحة 153 - الجزء 1

  وروي: «نعوذ باللَّه من بوار الأيّم»⁣(⁣١)، وقال ø: {وأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ}⁣[إبراهيم: ٢٨]، ويقال: رجل حائر بَائِر⁣(⁣٢)، وقوم حُور بُور.

  وقال ø: {حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وكانُوا قَوْماً بُوراً}⁣[الفرقان: ١٨]، أي: هلكى، جمع:

  بَائِر. وقيل: بل هو مصدر يوصف به الواحد والجمع، فيقال: رجل بور وقوم بور، وقال الشاعر:

  ٧٢ - يا رسول المليك إنّ لساني ... راتق ما فتقت إذ أنا بور⁣(⁣٣)

  وبَارَ الفحل الناقة: إذا تشمّمها ألاقح هي أم لا⁣(⁣٤)؟، ثم يستعار ذلك للاختبار، فيقال: بُرْتُ كذا، أي: اختبرته.

بئر

  قال ø: {وبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وقَصْرٍ مَشِيدٍ}⁣[الحج: ٤٥]، وأصله الهمز، يقال: بَأَرْتُ بِئْراً وبَأَرْتُ بُؤْرَة، أي: حفيرة. ومنه اشتق المِئْبَر، وهو في الأصل حفيرة يستر رأسها ليقع فيها من مرّ عليها، ويقال لها: المغواة، وعبّر بها عن النميمة الموقعة في البلية، والجمع: المآبر.

بؤس

  البُؤْسُ والبَأْسُ والبَأْسَاءُ: الشدة والمكروه، إلا أنّ البؤس في الفقر والحرب أكثر، والبأس والبأساء في النكاية، نحو: {والله أَشَدُّ بَأْساً وأَشَدُّ تَنْكِيلًا}⁣[النساء: ٨٤]، {فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ والضَّرَّاءِ}⁣[الأنعام: ٤٢]، {والصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ والضَّرَّاءِ وحِينَ الْبَأْسِ}⁣[البقرة: ١٧٧]، وقال تعالى: {بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ}⁣[الحشر: ١٤]، وقد بَؤُسَ يَبْؤُسُ، و {بِعَذابٍ بَئِيسٍ}⁣[الأعراف: ١٦٥]، فعيل من البأس أو من البؤس، {فَلا تَبْتَئِسْ}⁣[هود: ٣٦]، أي: لا تلزم البؤس ولا تحزن، وفي الخبر أنه #: «كان يكره البُؤْسَ والتَّبَاؤُسَ والتَّبَؤُّسَ»⁣(⁣٥) أي: الضراعة للفقر، أو أن يجعل نفسه ذليلا، ويتكلف ذلك جميعا.

  و «بِئْسَ» كلمة تستعمل في جميع المذام،


(١) بوار الأيم أي: كسادها. والحديث في النهاية ١/ ١٦١، والفائق مادة (بور)، واللسان (بور). وأخرجه الطبراني عن ابن عباس أنّ النبي كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو، ومن بوار الأيّم، ومن فتنة الدجال». أخرجه الطبراني في الصغير والأوسط والكبير. قال الهيثمي: وفيه عباد بن زكريا الصريمي، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. انظر: مجمع الزوائد ١٠/ ١٤٦، والمعجم الصغير ص ٣٧٢، والأوسط ٣/ ٨٣.

(٢) البائر: الهالك.

(٣) البيت لعبد اللَّه بن الزبعرى، وهو في ديوانه ص ٣٦، والمشوف المعلم ١/ ١١٩، واللسان (بور)، والجمهرة ١/ ٢٧٧.

(٤) انظر: اللسان (بور) ٤/ ٨٧.

(٥) الحديث عن أبي سعيد أن رسول اللَّه قال: «إنّ اللَّه جميل يحبّ الجمال، ويحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده ويبغض البؤس والتبؤس» أخرجه البيهقي وانظر: الفتح الكبير ١/ ٣٣١.